أخيراً وضوح إيديولوجي في الليكود
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•في آخر يوم من السنة الميلادية، حدث شيء مهم في دولة إسرائيل: فقد قرر مركز الليكود، في خطوة تاريخية، العمل على تطبيق السيادة الإسرائيلية على مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وأوجد وضوحاً أخلاقياً في النظام السياسي. وكل إسرائيلي يريد الاختيار بين بديلين إيديولوجيين، يتعين عليه الثناء على هذا القرار، لأن من سينتخب الليكود والأحزاب الموجودة على يمينه يختار ضم يهودا والسامرة مع كل انعكاساته، ومن سيصوت للأحزاب الصهيونية والوسط واليسار سيختار الانفصال عن الفلسطينيين.

•إن قرار مركز الليكود "العمل من أجل السماح بالبناء الحر، ومن أجل تطبيق قانون إسرائيل وسيادتها على جميع أنحاء المستوطنات والمناطق المحررة في يهودا والسامرة" هو حدث عظيم الأهمية. فهو يرمز إلى تحول الليكود إلى فرع من حزب البيت اليهودي. وعلى ناخبي الليكود المعتدلين، الذين ينتخبون الليكود من أجل المحافظة على الوضع القائم، الستاتيكو، إلى أن يجري التوصل إلى تسوية للانفصال عن الفلسطينيين، أن يفهموا أن الليكود لم يعد يشكل خياراً بالنسبة إليهم، فقد تحول من حزب يميني براغماتي إلى حزب يميني متطرف، يفضّل سلامة أرض إسرائيل على سلامة شعب الدولة.

•إن الانفصال عن الفلسطينيين هو الخطوة التي توافق عليها أغلبية الجمهور الإسرائيلي. في العديد من استطلاعات الرأي العام يمكن أن نرى أن أكثر من 80% من الجمهور الإسرائيلي يؤيد الانفصال. إن الضمّ فكرة اكتسبت زخماً على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها بسبب الدعم الذي بدأ يلقاه من جانب حزب السلطة. إن مؤيدي الضمّ هم أسرى أحلام أرض إسرائيل الكبرى، ويتجاهلون حقيقة أن تطبيق السيادة الإسرائيلية على أراض يهودا والسامرة هو نهاية الحلم الصهيوني. إن كل ما قاتلنا من أجله ودفعنا ثمنه دماً، سيذهب هباء بسبب مغامرة الضمّ المسيانية، التي تهدد طابع إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وكنتيجة لتحمل مسؤولية 2.5 مليون فلسطيني يعيشون هناك.

•أين اختفى البديل اليميني المعتدل البراغماتي الذي يسعى لإيجاد ظروف من أجل انفصال مسؤول عن الفلسطينيين؟ ما دام الليكود يواصل التودد إلى الفصائل المتشددة من الصهيونية الدينية والتخلي عن الجمهور اليميني المعتدل، فمن المحتمل أن يجد نفسه في وضع مشابه للوضع الذي كان في انتخابات 2006. يومها حصل الليكود برئاسة نتنياهو على 12 مقعداً، بعد أن "طفّش" ناخبي الليكود المعتدلين المؤيدين الانفصال عن الفلسطينيين إلى حزب كاديما البراغماتي برئاسة أولمرت. 

•إن الجهور اليميني المعتدل بحاجة إلى حزب مسؤول يقدم رؤية واضحة لإسرائيل الآمنة والمحصنة في وجه التهديدات التي تحيط بها. وسياسة الضمّ الخطيرة يجب أن تظهر في هوامش اليمين وليس في قلب حزب السلطة. 

 

•إسرائيل بحاجة إلى حدود واضحة بينها وبين الفلسطينيين وليس إلى حدود مموهة. باختصار، لقد رسم خيار مركز الليكود مجدداً الحدود في داخلنا: بين الأغلبية الإسرائيلية المؤيدة للانفصال عن الفلسطينيين في مواجهة الأقلية التي تؤيد الضمّ، والمستعدة للمخاطرة بالمشروع الصهيوني.