التقدير الاستراتيجي لخبراء "معهد أبحاث الأمن القومي": أخطر التهديدات الماثلة أمام إسرائيل في 2018 نشوب حرب على الجبهة الشمالية أمام إيران وحزب الله والنظام السوري
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أكد التقدير الاستراتيجي لسنة 2018 الذي أعده خبراء "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب أن أخطر التهديدات الماثلة أمام إسرائيل في السنة الحالية هو خطر نشوب ما سمّاه "حرب الشمال الأولى" على الجبهة الشمالية أمام ثلاث قوى أساسية هي إيران وحزب الله والنظام السوري، وأشار إلى أن إيران تواصل عمليات تسليح منظمات تسير في فلكها وتدعمها مادياً وتنشط على الحدود مع دولة إسرائيل وكذلك تقوم ببناء قوة عسكرية في الأراضي السورية.

ورأى التقدير الاستراتيجي الذي قام رئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" اللواء احتياط عاموس يدلين بتقديمه إلى رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين أمس (الاثنين)، أن إسرائيل ستضطر إلى مواجهة الأعداء في الجبهة الشمالية على المدى البعيد عن طريق الدمج بين النشاطات العسكرية والاستراتيجية والتعامل مع هؤلاء الأعداء من جهة ومع روسيا من جهة أُخرى. وأكد أن إسرائيل تمتلك ورقة مهمة ضد إيران وروسيا هي قدرتها على زعزعة نظام بشار الأسد واستقرار الوضع في سورية.

وقال التقدير إن على إسرائيل أن تسعى لبلورة تفاهمات رسمية واستراتيجيا مشتركة مع الولايات المتحدة تجاه التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط وإن هذه الاستراتيجيا يجب أن تتطلع إلى تحقيق 3 أهداف هي: منع إيران من الحصول على أسلحة نووية أو من الوصول إلى عتبة الحصول على القدرة النووية؛ كبح النشاطات الإيرانية الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة؛ منع الجيش الإيراني من تعزيز قدراته التقليدية، الأمر الذي قد يزيد نفوذ طهران في المنطقة.

وأضاف التقدير أن التهديد الثاني الماثل أمام إسرائيل يتمثل في خطر وقوع مواجهة عسكرية مع حركة "حماس" في قطاع غزة إذ تشير تقديرات المعهد الاستراتيجية إلى أن مواجهة مع "حماس" قد تنشب لأسباب تتعلق بتفاقم الأوضاع الأمنية داخل القطاع أو حتى بوجود صعوبات في تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية والتوتر بشأن قضية القدس، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تخيّم على القطاع.

وأشار التقدير إلى أن هناك تهديداً ثالثاً وأخيراً يتعلق بتنظيم "داعش" الإرهابي الذي يقترب من الحدود مع إسرائيل على الرغم من هزيمته في العراق وسورية. ولفت التقدير إلى أنه على خلفية هذه الهزيمة نقل "داعش" نشاطاته إلى جنوب سورية في منطقة الحدود مع الجولان وكذلك إلى شبه جزيرة سيناء، وأكد أن وجود هذا التنظيم في المنطقتين القريبتين من إسرائيل يزيد مخاطر قيامه بمحاولة ارتكاب عمليات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية.

ورأى تقدير "معهد أبحاث الأمن القومي" أن الجمود لا يزال يكتنف النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي إذ نجحت إسرائيل في إيجاد واقع أمني مريح نسبياً في الوقت الذي شهد فيه الخياران الفلسطينيان وهما خيار الإرهاب وخيار تدويل الصراع فشلاً ذريعاً، الأمر الذي قد يقود الفلسطينيين إلى تبني استراتيجية الدولة الواحدة. وأشار إلى أنه تقف في صلب آخر التطورات رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إنجاز صفقة مثالية بين إسرائيل والفلسطينيين إذ من المتوقع أن ينشر طاقم الإدارة الأميركية وثيقة مبادئ للاتفاق المنشود. وأضاف أنه في مثل هذه الحالة سيركز الإسرائيليون والفلسطينيون مساعيهم لتحميل الطرف الآخر مسؤولية إخفاق المبادرة الأميركية.

 

ويوصي التقدير باستغلال مكانة إسرائيل واستعداد دول عربية للمساهمة في المسيرة السياسية بالإضافة إلى تعاطف الرئيس الأميركي مع إسرائيل، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع الفلسطينيين لتفادي الانزلاق نحو حل الدولة الواحدة التي لن تكون بالضرورة يهودية أو ديمقراطية.