لا مفرّ من إخلاء مستوطنات في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

•بين حين وآخر يجري الترويج أمام أسماع الجمهور لفكرة وهمية، أخاذة و"مبتكرة" ظاهرياً، وهي: "لماذا يجب إخلاء مستوطنات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] في اتفاق سلام مع الفلسطينيين؟ مثلما يعيش الفلسطينيون في دولة إسرائيل، سيكون هناك يهود يعيشون تحت سيادة فلسطينية، وإنقاذ لصهيون وفلسطين". وبحسب الشائعات، فإن المبادرة الأميركية أيضاً تتحدث عن عدم اخلاء أي مستوطنة. إن النيّة حسنة لكنها تؤدي إلى جهنم وليس إلى جنة سلام وتعايش.

•من المفيد أن نفحص فحصاً دقيقاً الاقتراح الذي يبدو ظاهرياً معقولاً، وأن نفحص أولاً الأرقام: يعيش اليوم في يهودا والسامرة نحو 400 ألف مستوطن، باستثناء سكان الأحياء اليهودية في القدس الذين يعيشون وراء الخط الأخضر، والذين من الواضح للجميع أنهم لن يجري إخلاؤهم في أي اتفاق. ويعيش نحو 300 ألف منهم في الكتل الاستيطانية الكبرى التي يوجد اجماع وطني بشأنها. وحتى ممثلو السلطة الفلسطينية وافقوا على أن الكتل الاستيطانية لن يجري اخلاؤها في اطار اتفاق، مقابل تبادل مناطق.

•فإذا كان ذلك صحيحاً، فإن ما يجري الكلام عنه هو 100 ألف حتى 110 الاف مستوطن يعيشون خارج الكتل في شتى أنحاء الضفة الغربية. بحسب استطلاعات أجريت خلال فترة حكومة أولمرت، نحو 70% وحتى 80% من هؤلاء سيجري اخلاؤهم في نهاية الأمر طوعاً أو باتفاق،لأنهم أساساً لا يريدون العيش تحت سيادة فلسطينية. من الذين سيبقون؟ سيبقى نحو 20 ألفاً، وهؤلاء يشكلون النواة الصلبة والمتطرفة للمستوطنين، بمن فيهم شبان التلال. وسيبقى هؤلاء جميعاً ليس من أجل العيش بسلام مع جيرانهم العرب تحت حكم فلسطيني، بل من أجل تفجير الاتفاق. وستكون هناك يومياً مواجهات من كل صنف ونوع بينهم وبين الفلسطينيين. وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى التدخل من أجل المحافظة على أمن هؤلاء المواطنين الإسرائيليين، وسيؤدي هذا إلى مواجهات لا تتوقف مع الشرطة الفلسطينية في اللحظات الحساسة لبدء تطبيق الاتفاق. وفي جميع الأحوال من الواضح أن وجودهم معناه قنبلة موقوتة ستفجر الاتفاق آجلاً أم عاجلاً.

•إن الذين يقولون "لماذا لا يعيش يهود في دولة فلسطين كما يعيش العرب في دولة إسرائيل" نسوا على ما يبدو أن السكان العرب في إسرائيل هم مواطنون يلتزمون بالولاء للدولة ولدستورها. فهل يقترح هؤلاء أن يكون اليهود الذين سيبقون مواطنين في دولة فلسطين ويدينون بالولاء لفلسطين؟ إن الذين يقترحون أن يصبح اليهود في فلسطين سكاناً دائمين مثل السكان الدائمين العرب في القدس الشرقية الذين هم ليسوا مواطنين إسرائيليين، يتجاهلون الحقيقة التالية: حتى المواطنون الدائمون ملزمون بالولاء والانصياع للدولة التي يسكنون فيها.

•إن هذا الاقتراح هو بمثابة هرب من الحاجة إلى المحافظة على إسرائيل كدولة يهودية. ثمة ضرورة لإخلاء المستوطنين الذين يعيشون خارج الكتل. وبالتأكيد سيكون هذا مؤلماً، وصعباً ومعقداً ومتشابكاً. ومن الأكيد ان هؤلاء المستوطنين سكنوا خارج الكتل ليس بسبب نقص في المساكن بل لأسباب سياسية وإيديولوجية. لقد اعتبر يتسحاق رابين المستوطنات المعزولة مستوطنات سياسية ليس لها ضرورة أمنية ولا صهيونية. وحتى اليوم، فإن هدف المستوطنات المعزولة وفقاً للمستوطنين احباط حل الدولتين وإيجاد بصورة واعية أو غير واعية، دولة أبرتهايد ثنائية القومية.

•بناء على ذلك، لا مفر من الانفصال. لا يمكن تأييد الانفصال من خلال حل الدولتين، وفي الوقت عينه معارضة اخلاء مستوطنات تقع خارج الكتل الاستيطانية. هل من الممكن أن نكون نحن هنا (بما في ذلك الكتل) ويكون المستوطنون "هناك"؟ من واجبنا أن نخلي اليهود الذين يعيشون خارج الكتل وننقلهم إلى داخل هذه الكتل، أو إلى مكان يختارونه داخل إسرائيل ذات السيادة.

•سيتساءل المتسائلون: لماذا نهتم بذلك اليوم؟ ففي رأي كثيرين "لا يوجد لنا شريك"؟ لكن حتى لو كان هذا صحيحاً فإن معنى هذا الأمر هو التمسك بالوضع الراهن ما دام ليس هناك شريك، ونترك لأعدائنا تحديد مصيرنا. وهذا ما يريده تحديداً بيبي- بينت. في مثل هذا الوضع، من واجبنا أن نفعل ما هو أفضل لليهود وأن نقرر بصورة أحادية الجانب حدود إسرائيل: فتصبح الكتل الاستيطانية الكبرى جزءاً من دولة إسرائيل؛ وكل أرض لا تدخل ضمنها لن تكون داخل إسرائيل في اطار الاتفاق النهائي.

•عند اتخاذ قرار بشأن الحدود والانفصال يُقترح على المستوطنين خارج الكتل تسوية اخلاء طوعي مع بدائل مختلفة، في طليعتها الانتقال إلى السكن داخل حدود الكتل. ومن المفروغ منه أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عمله في شتى أنحاء الضفة كما يفعل اليوم. إن هذا فقط في الواقع القائم هو السبيل لإنقاذ دولة اليهود وتخليصها من الذين يقودونها إلى جهنم الدولة الثنائية. 

 

 

المزيد ضمن العدد 2740