ما هي أهداف مقابلة رئيس الأركان أيزنكوت مع وسيلة إعلامية سعودية؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•ثمة حلم قديم لإسرائيل هو التحاور علناً مع السعوديين كجزء من ائتلاف إقليمي مؤيد للأميركيين في مواجهة تعاظم القوة الشيعية. لم يرغب السعوديون في هذه العلنية، لكنهم الآن قاموا بخطوة صغيرة ذات أصداء كبيرة: رئيس الأركان الإسرائيلي الذي ليس شخصية سياسية لكنه شخصية كبيرة على الصعيد القومي في إسرائيل، يتحدث مباشرة إلى الجمهور السعودي عن المصالح المشتركة للدولتين، بما في ذلك عن التعاون الأمني.

•هذا الحديث لا يمكن أن يكون مصادفة وهو موجه بصورة أساسية إلى ثلاثة أطراف: الإيرانيين والسوريين وحزب الله. وهي خطوة ضمن الحراك السياسي للعائلة المالكة السعودية، تماماً مثل القصة التي أدت إلى إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من الأراضي السعودية.

•على ما يبدو، يلوح من ثنايا هذه المقابلة تحريك معيّن للخطة الأميركية للسلام التي يعمل على انضاجها منذ أشهر غرينبلات وكوشنير، موفدا الرئيس الأميركي ترامب إلى الشرق الأوسط. 

•في آذار/مارس المقبل، سيضطر الرئيس ترامب إلى أن يتخذ قراره فيما إذا كان سيمضي قدماً بالخطة بكل قوته، أو أنه سيشعر بأن لا حظوظ له لتحقيقها فيتخلى عنها.

•قبل بضعة أشهر تم التوصل إلى اتفاق سري بوساطة أميركية بين إسرائيل والسعودية يتعلق بمجموعة خطوات بانية للثقة بين الدولتين. طلب السعوديون من إسرائيل خطوتين علنيتين وخطوتين عمليتين: على الصعيد العلني، طلبوا أن تعلن الحكومة الإسرائيلية قبولها فكرة دولتين لشعبين، ففي رأيهم اعلان نتنياهو القديم في هذا الشأن ليس كافياً. والشيء الثاني الذي طالبوا به هو أن تعلن حكومة إسرائيل قبولها مبادرة السلام السعودية [التي أعلنت في بيروت سنة 2002]، مع التعديلات المطلوبة. الأمر الذي لم يحدث.

•على الصعيد العملي، طُلب من إسرائيل القيام ببادرة تجاه الفلسطينيين، ونقل مساحة صغيرة من مناطق ب وج إلى سيادتهم. وهذا لم يحدث أيضاً. ولم ينجح رئيس الحكومة ووزير الدفاع في الحصول على موافقة الحكومة من أجل شرعنة مبان [فلسطينية] غير قانونية حول قلقيلية. وكان الطلب السعودي العملي الثاني تحديداً ما التزمت به إسرائيل، وهو البناء داخل الكتل الاستيطانية فقط.

•في مقابل الخطوات الإسرائيلية، فإن على السعوديين أيضاً القيام بثلاث خطوات عملية: فتح الأجواء السعودية أمام الطيران المدني الإسرائيلي، وفتح خطوط الاتصالات بين إسرائيل والسعودية، والسماح لبعض رجال الأعمال الإسرائيليين بالعمل في السعودية. وهذا لم يحدث بعد.

•في هذه الأثناء تبرز مؤشرات تقارب: في الفترة الأخيرة نشر عدد ليس قليلاً من المقالات لمعلقين في الصحف السعودية تعبر عن موقف الحكم التي أساسها "نحن أيضاً لا نحب إسرائيل، لكن هذا لا يعني أنه ليست لدينا مصالح مشتركة معها". ويعتبر هذا بمثابة تحضير للرأي العام السعودي، تماماً مثل المقابلة التي أعطاها رئيس الأركان لوسيلة إعلام سعودية. 

•حالياً، لم يبق لنا سوى الانتظار لرؤية ما إذا كانت هذه المؤشرات تبشر بتقدم ومنعطف. حتى الآن ينتظر الأميركيون خطوة إسرائيلية دراماتيكية لا تستطيع إسرائيل القيام بها بسبب تركيبة الائتلاف الحالي. من هنا، فإن قرار الرئيس الأميركي بشأن توظيف جهد سياسي في اتفاق إسرائيلي - أميركي مرتبط إلى حد كبير بقرار رئيس الحكومة نتنياهو تغيير تركيبة ائتلافه، أو الذهاب نحو الانتخابات.