ضبط النفس والهدوء في القطاع يشجعان على التفكير بحل اقتصادي لغزة على غرار "خطة مارشال"
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•حالة التأهب التي أُعلنت في غلاف غزة بعد العثور على نفق هجومي تابع لحركة الجهاد الإسلامي، وتفجير النفق ومقتل الأشخاص الذين كانوا في داخله، خُفّضت هذا الأسبوع إلى حد ما. لكن فرضية العمل ما تزال على حالها: الرد على تفجير النفق آت. لقد تلقى الجهاد الإسلامي ضربة قوية، عملياتياً وعلى صعيد صورته. هو لم يخسر فقط رصيد النفق الذي استغرق حفره فترة طويلة، بل أيضاً خسر رجاله، وبينهم قادة كبار، كما أن حقيقة احتفاظ إسرائيل بجثامين حفاري النفق الذين كانوا في أرضها ورفضها اعادتهم إلى غزة، هو "صفعة مدوّية" بحسب وصف مصدر أمني كبير.

•لقد أعلن الجهاد الإسلامي أنه سيرد. وقال الناطق بلسان التنظيم ("نحن نعرف كيف نعيد رجالنا"، ملمحاً علناً إلى احتمال استخدام نفق آخر لخطف إسرائيليين وتحرير أسرى وجثامين). لكن امتناعه عن القيام بذلك بخلاف ما هو متوقع من تنظيم متطرف لا يتحمل مسؤولية حكم، يدل على مجموعة اعتبارات ليس للانتقام مكان مركزي بينها.

•إن الوضع في غزة كارثي. قيل الكثير عن أزمة البنى التحتية والطاقة، مع نحو 3 الى 5 ساعات كهرباء في اليوم، ومشكلات كبيرة في شبكة المياه والمجارير. ولكن قيل القليل عن الأزمة الاقتصادية الواسعة جداً، خصوصاً في سوق العمل. تدل أرقام منسق أنشطة الحكومة في المناطق [المحتلة] على أن 44% من سكان القطاع عاطلون عن العمل، وأن متوسط الأجر للذين يعملون هو 60 شيكلاً في اليوم [نحو 17 دولاراً].

•هذه الأرقام تضمنها مقال نشره منسق الأنشطة اللواء يوآف (بولي) مردخاي مع اثنين من مكتبه في موقع دراسات الأمن القومي، الذي تناول "الجيل الجديد" من الذين ترواح اعمارهم بين 15 و30 عاماً ويجدون انفسهم من دون أفق شخصي أو اجتماعي. يأتي هؤلاء من خلفية متشابهة: أغلبيتهم من مخيمات اللاجئين، تسربوا في وقت مبكر من نظام التعليم، ويعاني أكثرهم من فقر شديد، وعلاقاتهم بأفراد عائلاتهم ضعيفة. وجزء منهم مستعد للمخاطرة باجتياز السياج مع إسرائيل على أمل حياة جديدة: "تدل شهادات هؤلاء الشبان على أنهم يفضلون البقاء في السجن في إسرائيل حيث تؤمن وجبات ثابتة وتمويل عائلاتهم، على البطالة والحياة البائسة في غزة".

•وتدرك "حماس"، التي تسيطر على غزة، قوة الخطر الكامن في الشباب اليائس في المدينة، وتحاول تجنيدهم إلى جانبها من خلال اتهام إسرائيل بأنها هي سبب وضع السكان الحالي في غزة. لكن ضائقة السكان كبيرة إلى حد أجبر "حماس" على القيام بمصالحة استراتيجية من أجل المحافظة على حكمها، لا أكثر، وكذلك تقليص حظوظ نشوب ثورة داخلية.

•يحذّر مردخاي ومساعداه من أن هذا الوضع في غزة لا يمكنه أن يستمر وقتاً طويلاً، وأنه في وقت ما ستنفجر غزة. وهذا يمكن أن يحدث نتيجة فشل محادثات المصالحة أو بسبب تصعيد أمني، وقد يتوجه ضغط الانفجار نحو إسرائيل أو نحو الداخل، أي نحو "حماس" نفسها. 

•ومن أجل منع حدوث ذلك، تحاول "حماس" إغاثة القطاع من خلال تحسين الوضع الاقتصادي. ويعتقد منسق الأنشطة أن لإسرائيل دوراً مهماً في هذه العملية، ليس فقط لأنها لا تريد حدوث كارثة انسانية في غزة، بل أيضاً بسبب الخوف من أن يقوم "الجيل الجديد" بانقلاب يحمل إلى الحكم عنصراً أكثر تطرفاً من "حماس".

•في رأي كتّاب المقال أنه "كلما تدهور وضع السكان في غزة، ازدادت فرص نشوب جولات عنف جديدة". والنتيجة التي توصلوا إليها أنه يجب تطبيق خطة تشكل بشرى حقيقية لسكان غزة، أي نوع من "خطة مارشال" تتضمن مبادرات واستثمارات دولية تتيح إعادة بناء وتغيير حقيقي في غزة. ولإسرائيل وزن كبير في وضع مثل هذه الخطة، التي قد تستغرق وقتاً طويلاً لكن إذا جرى تطبيقها بصورة صحيحة تستطيع أن تزيد إلى حدّ كبير من أهمية السلطة الفلسطينية في غزة على حساب "حماس".

•يوجد في المؤسسة الأمنية تأييد كبير للموقف الذي عرضه منسّق الأنشطة. ولا يدعمه فقط رئيس أركان الجيش وقيادة الجيش، بل يدعمه أيضاً كثيرون في الشاباك وبعض وزراء المجلس الوزاري المصغر. المشكلة مطروحة على المستوى السياسي، الذي يستطيع مع مصر والسعودية والولايات المتحدة (والسلطة الفلسطينية)، الآن قيادة هذه العملية ونقل المعضلة برمتها إلى "حماس": تحمل مسؤولية إعادة إعمار غزة، أو مواصلة عملية تدميرها.