•يدل تفجير النفق الهجومي الذي تسلل إلى أراضي إسرائيل من جنوب غزة، على أن تكنولوجيا الكشف عن الأنفاق التي تطورها المؤسسة الأمنية وصلت إلى مرحلة معينة من النضج. هناك مصادر معينة في وزارة الدفاع ما تزال تدعي بشدة أن هذه التكنولوجيا لم تنضج تماماً، وما تزال غير موثوقة وليست ناجعة مئة في المئة، لكنها بالتأكيد أعطت نتائج ولأكثر من مرة واحدة.
•ينبغي التشديد على أن النفق الذي جرى تفجيره كان منذ وقت تحت مراقبة الجيش الإسرائيلي، لكن لم يتخذ قرار بتدميره لعدم توفّر توقيت عملياتي مناسب. وتدل هذه الحقيقة على ثقة واضحة بالنفس اكتسبها الجيش الإسرائيلي في القتال ضد أنفاق هجومية غزاوية، وفي مجال القتال تحت الأرض بصورة عامة. كما يدل أسلوب تفجير النفق على امتلاك الجيش الإسرائيلي اليوم قدرات متنوعة للقيام بكشف دقيق لمسارات الأنفاق وهدمها بوسائل مختلفة. وهذه القدرات مهمة لأنها لم تكن موجودة في فترة معركة "الجرف الصامد"، وكان هذا هو أحد الأسباب المركزية لاستمرار العملية أكثر من 50 يوماً، فالتقدم البطيء في تدمير الأنفاق أخر خروج الجيش من القطاع.
•من المعقول جداً افتراض أن توقيت تدمير النفق لم يكن عشوائياً ولم ينبع فقط من اعتبارات عملياتية. ليس هناك شك تقريباً في أن إسرائيل قررت تدمير النفق الآن لأن الظروف السياسية في غزة تقلل من احتمالات أن ترد "حماس" والجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية. ولمزيد من الأمن نُصبت بطاريات "قبة حديدية" في غلاف غزة، لكن الافتراض في المؤسسة الأمنية هو أن "حماس" لا ترغب حالياً بالتصعيد العسكري لأنها تريد التقدم في علاقاتها مع مصر، وفي جمع نقاط لصالحها لدى الرأي العام الفلسطيني خلال عملية المصالحة.
•بالإضافة إلى ذلك، فإن سكان غزة الذين يعانون من ضائقة لن يتفهموا جولة قتال إضافية. لهذه الأسباب كلها اعتبرت إسرائيل نفسها حرة في تفجير النفق. لم نكن بحاجة إلى شرعية دولية لأن النفق تسلل إلى داخل أرضنا وخرق بصورة واضحة اتفاقات وقف النار، وبصورة أساسية السيادة الإسرائيلية.
•إن تفجير النفق هو أيضاً إشارة لـ"حماس" تقول: "أوقفوا هذه الأنفاق. نحن نشاهدكم، وقريباً سنراكم بصورة أفضل عندما تحفرون. لماذا عليكم هدر المال وتعريض حياة الناس للخطر؟". ومن المفترض أن تصل هذه الرسالة إلى يحيى السنوار ومحمد ضيف وأن تجعلهما يفكران بمسار آخر فوق الأرض وتحتها.