•الاتفاق النووي مع الدول العظمى الذي أتاح لطهران التقدم بقوة في برنامجها للصواريخ، منح الحماية لأحد المشاريع السرية في الصناعة الأمنية الإيرانية، الذي لم يكن غائباً عن أنظار الإسرائيليين: مشروع صاروخ "رعد".
•لقد نجح الإيرانيون بمساعدة مصانع تطوير السلاح في إيران، في تحقيق اختراق من خلال تحويل صواريخ ثقيلة وقديمة قادرة على حمل عدة مئات الكيلوغرامات من المواد الناسفة إلى صواريخ دقيقة موجهة بواسطة الـGPS. ومن المفترض أن تشكل هذه الصواريخ بديلاً من الصواريخ التي كلما طالت المسافة التي تقطعها خسرت من دقتها.
•يعتمد تطوير صاروخ "رعد" على نهج جديد نسبياً فيما يتعلق بإنتاج السلاح في إيران: إنتاج مستقل للسلاح المتطور من دون الاعتماد على روسيا. ويفترض الجيش الإسرائيلي أن تطويرات من هذا النوع ستشق طريقها إلى التنظيم الأساسي الذي يدور في فلك إيران في الشرق الأوسط، حزب الله، والذي يأتي نحو 75% من ميزانيته من الإيرانيين.
•على سبيل المقارنة، من ضمن مئات الصواريخ التي لدى حزب الله الآن وتصل إلى غوش دان، هناك حاجة إلى صلية من عشرات الصواريخ الموجهة إلى الكرياه [مقر قيادة هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي] من أجل زيادة فرص إصابة موقع "البنتاغون الإسرائيلي" بينما يتيح صاروخ دقيق واحد لم يطلق من قبل هذه الإصابة. في إسرائيل هناك من يصف مشروع صاروخ "رعد" بأنه يشبه تحويل بندقية تشيكية قديمة الطراز إلى سلاح قناصة جديد ومتطور.
•إن السلاح الدقيق المتوفر لدى نصر الله ما يزال ضئيلاً في هذه المرحلة، وهو عبارة عن القليل من طائرات من دون طيار هجومية دقيقة، وانتحاريين بأعداد قليلة. بالإضافة إلى ذلك لدى نصر الله منذ سنوات عديدة ترسانة جوية مكونة من مئات الطائرات من دون طيار، بعضها هجومية لكنها لا تتمتع بقدرة كبيرة على التحليق ولا دقة لها، وأخرى هدفها جمع المعلومات والحرب النفسية، بصورة خاصة من أجل إرباك إسرائيل في الحرب المقبلة.
•على الرغم من تشجيع الإيرانيين لحزب الله، الذي هو تحت رعايتهم في لبنان، على تصعيد الوضع في مواجهة إسرائيل، فإن نصر الله، برغم الضائقة التي يمر بها تنظيمه وعزلته في قيادة التنظيم الشيعي، بنى لنفسه استقلالية عن حرس الثورة، ولم يعد منصاعاً لطهران بصورة كاملة كما في الماضي.
•في المقابل، تواصل إيران محاولاتها للتمركز في سورية، ويتجلى تسليح القوات المؤيدة للإيرانيين وللأسد، من بين أمور أخرى، من خلال الجسر الجوي الذي يتضمن نحو 100 رحلة شهرياً محملة بالسلاح.
•وتسعى إيران أيضاً إلى إقامة فرقة عسكرية في سورية بقيادة حزب الله تضم عشرات الآلاف من المقاتلين المؤيدين للإيرانيين الذين ينشطون في هذه الدولة المقسمة. يوجد اليوم في سورية 8000 عنصر من حزب الله، ونحو 1500 مقاتل من الحرس الثوري، ونحو 10 آلاف مقاتل من الميليشيات الشيعية.
•وتواصل إيران جهودها لبناء مصانع صواريخ في المنطقة من أجل حزب الله. في مطلع هذا الشهر تعرض مركز البحوث العلمية CERS التابع لنظام الأسد الواقع في وسط سورية إلى هجوم جوي. ونسبت وسائل الاعلام السورية الهجوم إلى إسرائيل.
•إن مركز البحوث العلمية هو مركز لتطوير وسائل القتال السورية وهو ينتج الصواريخ مستعيناً بمعرفة علماء من كوريا الشمالية ومن إيران. والمركز السوري (الذي يوازي مصانع رفائيل الإسرائيلية)، يطور أيضاً سلاحاً كيميائياً وصواريخ تنقل إلى حزب الله. كما أنه ينتج صواريخ S-60 تنقل إلى التنظيم الارهابي الشيعي. وهو أحد الأماكن المذكورة كمواقع محتملة كي يقيم فيها الإيرانيون مصانع لإنتاج الصواريخ الدقيقة من أجل حزب الله.
•الهجوم المنسوب إلى إسرائيل وفقاً لمصادر أجنبية، كان يستهدف إحباط إقامة بنية تحتية لإنتاج مشترك إيراني - سوري لسلاح دقيق، جزء منه سينقل إلى حزب الله. واستهدف الهجوم أيضاً التلميح للسوريين ولحزب الله أن إسرائيل لن تقبل بتوطن وتمركز إيراني أمني واقتصادي في سورية.