الأميركيون تركوا سورية بيد الروس لعدم وجود استراتيجية لديهم لمرحلة ما بعد داعش
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•يوم الأحد هذا الأسبوع أنهى حزب الله والجيش اللبناني احتلالهما لتلال عرسال الواقعة شرقي الدولة، وهي منطقة تمتد مئات الكيلومترات على طول الحدود مع سورية كان عناصر تنظيم داعش سيطروا عليها في السنوات الأخيرة واستخدموها نقطة انطلاق للهجمات والتفجيرات داخل لبنان. لقد جرى طرد تنظيم داعش نهائياً من لبنان، وسارع نصر الله المولع بالتشبيهات إلى التباهي بأن هذا النصر يساوي انسحاب إسرائيل من طرف واحد من جنوب لبنان في أيار/مايو من العام 2000. لكن يجب الاعتراف بأن هناك سبباً لاحتفال نصر الله، فالإنجاز الذي حققه ضد داعش رسخ صورته في نظر العديد من اللبنانيين كـ"درع لبنان" في مواجهة تهديد داعش وأمثاله.

•قبل بشرى الانتصار من لبنان، نجح الجيش السوري بمساعدة روسية وإيرانية، في استكمال سيطرته على المواقع الأخيرة لتنظيم داعش في غربي سورية، وحول مدينة حمص وسط الدولة، وفي محافظة السويداء في الجنوب. ويشق جيش الأسد طريقه الآن نحو مدينة دير الزور التي تعتبر من أهم مدن شرقي سورية.

•ومن أجل استكمال الصورة، جاء من بغداد يوم الأحد أن الجيش العراقي استكمل احتلال مدينة تلعفر غربي العراق، آخر مدينة كان داعش مسيطراً عليها في العراق. 

•حلم داعش بالدولة الإسلامية تلاشى. خلال بضعة أشهر انهارت الإمبراطورية التي أراد التنظيم إقامتها لنفسه، والتي امتدت على مساحة آلاف الكيلومترات على مساحة توازي مساحة بريطانيا أو فرنسا. إن الذي تسبب بفشل داعش هو التطرف الذي لا هوادة فيه ولا حدود له، والذي أثار بالأساس العالم كله ووحّده ضده. لكن الانتصار على داعش يعود كله إلى الأميركيين. في محاربة داعش تجلّت قوة واشنطن وضعفها أيضاً. من ناحية، كانت هناك القدرة المذهلة على القيام بعملية عسكرية معقدة، ومن ناحية أخرى كان هناك عدم وجود استراتيجية شاملة "لليوم التالي" تضمن ثمار الانتصار للولايات المتحدة وحلفائها. 

•لقد ضرب الأميركيون من الجو ودمروا العديد من مؤسسات تنظيم الدولة الإسلامية، والأهم من ذلك، نجحوا في أن يجمعوا من حولهم قوات محلية دمرت سلطة داعش بمساعدة أميركية. وفقط بعد أن خسر داعش مراكز سلطته وانهارت دولته، نجح حزب الله والجيش اللبناني، والجيش السوري أيضاً، في طرد مقاتلي التنظيم من مئات المواقع التي سيطروا عليها في غربي سورية وعلى الحدود مع لبنان.

•لم تعرقل هذه الحقيقة نصر الله أو الأسد ولا أي حليف من حلفائهم الآخرين عن التباهي بالانتصار على داعش ونسبة ذلك إلى أنفسهم. وتفوق بشار على نفسه عندما خطب في الأسبوع الماضي مدعياً أن الأميركيين لم يساهموا في هزيمة داعش بل هم الذين يقفون وراءها.

 

•لكن يتضح أنه ليس لواشنطن استراتيجية لليوم التالي لهزيمة داعش، وأنها عملياً مستعدة لترك سورية بيد موسكو كي تضمن فيها الاستقرار والهدوء، وذلك على ما يبدو بثمن بقاء بشار الأسد في منصبه. إن استمرار الوجود الإيراني في جميع أنحاء سورية حتى من دون أن يبلغ خط الحدود مع إسرائيل، هو جزء من صفقة أميركية - روسية. لا يبشر سقوط داعش بإزالة الظل الذي يهدد الأردن وإسرائيل، بل باستبداله بظل آخر أكثر أهمية بكثير، هو ظل إيران.