الوفد الأميركي يعقد اجتماعين مع نتنياهو وعباس وازدياد الشكاوى الفلسطينية بشأن رفض البيت الأبيض دعم حل الدولتين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الخميس) اجتماعاً مع مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير والوفد المرافق الذي ضم المبعوث الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ونائبة مستشار الأمن القومي دينا باول، والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان. 

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقد في ديوان رئاسة الحكومة في القدس، إن السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط في متناول اليد. وأثنى على الجهود التي يبذلها كوشنير مع غرينبلات نيابة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل الدفع قدماً بعملية السلام وأكد أن هذه الجهود تنطلق من ضرورة الحفاظ على التحالف المتين القائم بين الولايات المتحدة وإسرائيل وتحقيق الأهداف المهمة للبلدين. 

وثمّن كوشنير جهود نتنياهو للتوصل إلى حل للنزاع مع الفلسطينيين، وأكد أن العلاقات الأميركية - الإسرائيلية أصبحت حالياً أقوى من أي وقت مضى. 

وقالت مصادر مسؤولة في ديوان رئاسة الحكومة إن الجانبين بحثا خلال الاجتماع سبل الدفع قدماً بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين إلى جانب قضايا أخرى تهم البلدين. 

كما عقد كوشنير والوفد المرافق له بعد ظهر أمس اجتماعاً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعدد من كبار المسؤولين في السلطة في رام الله. 

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام في ختام الاجتماع، إن التوجه الأميركي الآن هو توجه إقليمي عربي أكثر من أن يكون توجهاً فلسطينياً. وأشارت إلى أن هناك تحركات ورؤى تتعامل مع الوضع الاقتصادي للفلسطينيين بدلاً من أن تتعامل مع إنهاء الاحتلال. وأوضحت أنه حتى الآن لم ير الجانب الفلسطيني أي رؤية أو خطة متكاملة لعملية السلام. 

ووصل الوفد الأميركي إلى القدس ورام الله بعد عدة اجتماعات عقدها مع زعماء كل من مصر والسعودية والأردن.

وقبل الاجتماع مع الوفد الأميركي قالت مصادر فلسطينية مسؤولة إن الفلسطينيين غير راضين حيال عدم قيام الإدارة الأميركية بممارسة ضغوط على إسرائيل لوقف أعمال البناء في مستوطنات المناطق [المحتلة]. وأشارت هذه المصادر إلى أن إسرائيل زادت حجم أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية بنسبة 70% منذ بداية ولاية الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، كما انتقدت امتناع الإدارة الأميركية عن طرح حل الدولتين للشعبين على جدول الأعمال بالرغم من تصريحاتها العلنية التي تعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة. 

وكانت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت أشارت إلى أن الالتزام بحل الدولتين من طرف واشنطن سيعتبر بمثابة انحياز. 

وأضافت نويرت في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام أول من أمس (الأربعاء) عشية وصول كوشنير والوفد المرافق له إلى القدس ورام الله، أن واشنطن لن تحدّد ما يجب أن تكون نتيجة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين كي لا يتم الانحياز إلى طرف على حساب الآخر. ورأت أن فرض مواقف الولايات المتحدة على المفاوضات لن يؤدي إلى اتفاق وأكدت أن الإسرائيليين والفلسطينيين وحدهم يمكنهم التوصل إلى حل دائم. 

بموازاة ذلك قال مصدر دبلوماسي أميركي رفيع في القدس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام إسرائيلية أول من أمس، إن الرئيس ترامب يريد أن تركز المباحثات التي سيجريها الوفد الأميركي في القدس ورام الله على الانتقال إلى مفاوضات السلام والأوضاع في غزة والخطوات الاقتصادية التي يمكن اتخاذها. وأكد هذا المصدر أن ترامب يدرك أنه ستكون هناك تقلبات عديدة في الطريق وأن تحقيق اتفاق سلام سيستغرق وقتاً لكنه ما يزال متفائلاً بأنه يمكن تحقيق تقدّم في اتجاه التوصل إلى اتفاق. 

وجاءت تصريحات نويرت والمصدر الدبلوماسي الأميركي هذه في وقت ازدادت فيه الشكاوى الفلسطينية بشأن رفض البيت الأبيض دعم حل الدولتين بخلاف السياسة الأميركية المعتمدة والإجماع الدولي. 

 

وقال رئيس السلطة الفلسطينية خلال اجتماع مع رئيسة حزب ميرتس عضو الكنيست زهافا غالئون في رام الله يوم الأحد الفائت، إنه التقى مسؤولين أميركيين عشرات المرات لكنه ما يزال لا يعلم ما هي خططهم لمفاوضات السلام، وأكد أن الفوضى تعم الإدارة الأميركية الحالية.