قلق في إسرائيل من موقف الولايات المتحدة إزاء سورية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•في نهاية زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي إلى واشنطن، رفضت الولايات المتحدة الالتزام بأن يتضمن اتفاق إنهاء القتال في سورية بنداً يلزم قوات الجيش الإيراني التي انتشرت هناك بالانسحاب.

•ضم الوفد الأمني رئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس الاستخبارات العسكرية هرتسي هليفي، ورئيس القسم السياسي والأمني في وزارة الدفاع زوهر فلطي، وسفير إسرائيل في الولايات المتحدة رون دريمر، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي إيتان بن دافيد.

•استمرت الزيارة عدة أيام، اجتمع خلالها أعضاء الوفد مع رؤساء أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة، ومع أعضاء مجلس الأمن القومي، ومع ممثلي الرئيس ترامب للشرق الأوسط.

•يقول مسؤولون كبار في أجهزة الاستخبارات إن "الوفد الإسرائيلي قدم معلومات استخباراتية حساسة وموثوقة ومقلقة جداً" مدعومة بوثائق وصور تعرض صورة عن الانتشار الإيراني الآخذ في الازدياد في سورية، التي تشهد منذ عدة سنوات حرباً أهلية شرسة.

•عُرضت هذه المعلومات أمام الأميركيين قبيل بلورة التسوية المتوقعة بين واشنطن وموسكو، التي من المفترض أن تؤدي إلى انهاء القتال في سورية. منذ أيار/مايو برزت تهدئة في القتال في سورية في ظل التدخل الروسي والأميركي. وسجلت الاستخبارات الإسرائيلية انخفاضاً كبيراً في حوادث القتال وفي عدد الهجمات، في موازاة تراجع قوة الحركات الجهادية ومن بينها تنظيم داعش وجبهة النصرة. ويشيرون في إسرائيل إلى أن هذا الوضع يشير إلى اتفاق من المتوقع أن يجري التوافق عليه في وقت قريب.

•وصف الطرفان الإسرائيلي والأميركي المحادثات التي جرت بينهما بأنها تفصيلية ومهنية، وأن الجو كان ودياً. لكن على الرغم من ذلك، يسود قلق كبير في إسرائيل لأن الأميركيين لم يتعهدوا بأن تطالب الولايات المتحدة في اطار الاتفاق في سورية بانسحاب قوات إيران وحزب الله وحلفاء الأسد. 

•تتخوف إسرائيل من أن تستغل إيران وحزب الله الوضع لتحويل سورية إلى دولة تحت رعايتهما. والقلق الأساسي هو من نشر قوات إيرانية وقوات تابعة لحزب الله في الجولان السوري، على خط الحدود في مواجهة الجولان الإسرائيلي. بهدف فتح جبهة إضافية مع إسرائيل إذا نشبت حرب شاملة بل وحتى وجدت جهات استخباراتية في إسرائيل اسماً لهذه المعركة، وهم يسمونها "حرب الشمال الأولى"، وذلك انطلاقاً من تقدير أنه إذا فتحت من جديد الجبهة في الشمال فإنها ستشمل هذه المرة سورية ولبنان معاً بمشاركة قوات إيرانية.

•أثناء المحادثات شدد أعضاء الوفد الإسرائيلي أمام الأميركيين على قولهم "جئنا إلى هنا للتحذير من انتشار قوات حزب الله وإيران في سورية، وكي نشرح لكم ما الذي يجري هناك بدقة، وأنه إذا لم تغيروا خطكم بصورة كبيرة، أو إذا لم تكونوا أكثر تدخلاً وأكثر حزماً وعنفاً، فإنكم ستتركون الشرق الأوسط للإيرانيين، برعاية روسية".

•تحدث أعضاء الوفد الذين عادوا من واشنطن في نهاية الأسبوع عن أنهم لمسوا لدى الأميركيين وجود "نوع من البلبلة وعدم وجود خط واضح، واختلافات في الرأي في الإدارة بشأن طبيعة الاتفاق المستقبلي، وعدم اتفاق بشأن ما هو الخطأ وما هو الصحيح الذي يجب أن يفعلوه في سورية من أجل "تهدئة المنطقة كلها". "وبالنسبة إليهم، فالموضوع ما يزال مفتوحاً"  بحسب قول أعضاء في الوفد.

•يتخوفون في إسرائيل من أن تقرر الولايات المتحدة بسبب المشكلات الداخلية التي يغرق فيها الرئيس ترامب، والأزمة مع كوريا الشمالية، عدم القيام بالكثير في سورية، ومن أن تتراجع وتتركها لمناصري روسيا وإيران وحزب الله.

•تنوي إسرائيل محاولة التأثير في جبهة أخرى عبر ارسال وفد مماثل إلى الكرملين لمحاولة التأثير على الرئيس بوتين، لمنع التمدد الإيراني في سورية، في اطار الاتفاق الذي يلوح في الأفق. 

•تتضمن القوة الإيرانية المنتشرة حالياً في أنحاء سورية نحو 500 جندي إيراني ونحو 5000 مقاتل من حزب الله وعدة آلاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية التي جاءت من أفغانستان وباكستان ومن العراق. وتعمل هذه القوات كجزء من جيش خاص شكله الحرس الثوري كي يتحرك في سورية. ويخضع هذا الجيش إلى قيادة فيلق القدس، الجناح الخارجي للحرس الثوري. ويمضي القائد الأعلى لفيلق القدس، قاسم سليماني الجزء الأكبر من وقته في سورية، وهو يعتبر أن مهمته المركزية هي تعميق التدخل الإيراني هناك. وهو منشغل في هذه الفترة بمشروع خاص: إقامة قاعدة طرفية ومحصنة لإيران وحزب الله في مرفأ طرطوس.

•في إسرائيل يقدرون أن هذه القوات ستتعاظم كثيراً إذا لم تفعل الدول العظمى شيئاً لإنهاء الوجود الإيراني في سورية، وأن حزب الله بدأ بإقامة بنية تحتية لجمع معلومات استخباراتية في الجولان. 

•في مقابل تلعثم الجانب الأميركي في الكلام قالت أطراف إسرائيلية في نهاية الأسبوع إن "إسرائيل تحتفظ في جميع الحالات بحق الدفاع عن نفسها".