يجب التقرب من الأصوات العربية المعتدلة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

•يوجد في العام العربي من يريد تأجيج النيران التي اشتعلت في الأسبوع الماضي في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، بعد الهجوم الإرهابي الذي أدى إلى مقتل شرطيين من حرس الحدود على يد شبان من أم الفحم. لقد نشط القتلة بدوافع من التطرف الديني الذي لا يعرف الحدود من نتاج الحركة الإسلامية - الجناح الشمالي، التي أصبحت خارجة عن القانون لكن لا تزال روحها تحوم فوق بلدات عربية كثيرة في إسرائيل.

•لقد سارع أعضاء الحركات الإسلامية مثل "حماس" والإخوان المسلمين إلى تحويل القتلة إلى ضحايا، والخطوات الوقائية التي اتخذتها الشرطة في مداخل الحرم إلى عدوان إسرائيلي جديد يجب تحت غطائه خوض نضال ضد إسرائيل. وفي النهاية فإن وجهة هؤلاء الناس هي التصعيد وتأجيج المشاعر لا تهدئة النفوس، هم يريدون الرقص على الدماء ويحاولون الحصول على ربح سياسي.

•إن الهجوم في حلميش هو إلى حد كبير نتيجة هذا التحريض، ويجب أن يدلنا على قوة الراديكالية والتطرف الديني لدى شباب يتعرضون لتحريض لا يجد من يتصدى له، سواء وسط الزعامتين الدينية والسياسية أو في الدائرة الاجتماعية التي تحيط بهم.

•إلى هؤلاء المتطرفين انضمت بصورة غير مفاجئة قطر أيضاً، التي وقّعت في مطلع هذا الشهر مع الولايات المتحدة اتفاقاً مشتركاً لمحاربة الإرهاب، لكنها بعد أحداث الأسبوع الأخير سارعت إلى الوقوف إلى جانب الإرهابيين وضد الضحايا.

•لكن كان هناك كثيرون في العالم العربي رفضوا صبّ الزيت على النار، لا بل سارعوا إلى إطفاء النيران المشتعلة. والمقصود هنا أصوات وقوى عاقلة ومعتدلة، تسعى إلى فرض نفسها على الخطاب العربي وعلى العلاقات مع إسرائيل، والتركيز على المشكلات الحقيقية التي يواجهها العالم العربي.

•وهذا ينطبق على السعودية ومصر والإمارات الخليجية وأغلبية دول أفريقيا الشمالية. جميع هؤلاء تجندوا لتهدئة الأجواء، وإنزال الفلسطينيين عن الشجرة العالية التي صعدوا إليها، وللتوصل إلى اتفاق تسوية يسمح بإبقاء وسائل التفتيش التي وضعتها إسرائيل على مداخل الحرم.

•تعرف السعودية أن المشكلة المركزية التي تواجهها هي محاولات إيران التوسعية ودعمها للإرهاب الشيعي على أرض المملكة وفي شتى أنحاء الشرق الأوسط، وليس "عدوانية" إسرائيل في الحرم القدسي. من جهتها تحارب مصر عنف حركة الإخوان المسلمين وتطرفها داخل مصر وإرهاب تنظيم داعش في سيناء. وتعرف العائلة المالكة في الأردن الخطر، وهي ترى في إرهاب داعش وتعاظم الوجود الإيراني في المنطقة خطراً على استقرار المملكة. جميع هؤلاء يساهمون في الجهود لحل الأزمة والتوصل إلى تهدئة.

•وعلى هامش هذه الأمور من المهم الإشارة إلى أنه وبخلاف السنوات الماضية وبخلاف الأجواء العاصفة في إسرائيل وفي السلطة الفلسطينية، فإن العالم العربي لم يظهر اهتماماً كبيراً بالعواصف التي يريد المتطرفون إشعالها حول الحرم القدسي ومداخله. قد يعود الأمر إلى تعب الشارع العربي من الاهتمام المصطنع بمشكلات غير حقيقية، والأهم من ذلك فهي ليست أساسية بالنسبة إلى جدول الأعمال المزدحم بمشكلات أهم بكثير. كما تدرك الأنظمة العربية أنها لا تستطيع الانجرار وراء هؤلاء المتطرفين الذين يستخدمون إسرائيل مطرقة للحفر تحت الاستقرار الداخلي في الدول العربية.

•نأمل أن تنجح جهود الدول العربية المعتدلة، وأن ينجح الحلف غير المعلن بين إسرائيل والقوى المعتدلة في العالم العربي في الالتفاف على الأزمة التي نشبت في الحرم والتي تهدد بالامتداد إلى أراضيهم. لكن لا تزال هناك حاجة إلى أن تعمل إسرائيل من جهة بحكمة وحزم وتوثق علاقتها بالقوى المعتدلة في المنطقة المحيطة بنا، ومن جهة أخرى أن تواصل محاربة التطرف الديني الذي باسمه تحرك القتلة في الحرم القدسي وفي حلميش، تطرف مصدره الحركة الإسلامية في إسرائيل التي أصبحت خارج القانون لكن لم تقتلع من الجذور، ومحاربة شركائها في العالم العربي وعلى رأسهم الإخوان المسلمين وداعش.