تزايد قوة دحلان يمكن أن يغيّر العلاقات بين غزة وإسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

– NRG
المؤلف

 

•ما بدأ وكأنه خطة من أبو مازن للسيطرة على غزة بمساعدة ضغط اقتصادي على "حماس"، انتهى بتقارب بين حركة "حماس" ومحمد دحلان، وبإضعاف رئيس السلطة الفلسطينية. بالنسبة إلى إسرائيل عودة محتملة لأحد كبار حركة "فتح" السابقين إلى السياسة الفلسطينية يمكن أن تفيد.

•لقد كانت خطة أبو مازن واضحة، ضغط شديد جداً على "حماس" من أجل استعادة السيطرة على قطاع غزة. بدأ ذلك بخطوة اقتصادية هدفها المس بالموارد المالية لـ"حماس". خفّض أبو مازن رواتب الموظفين في قطاع غزة وأُخرج آخرون إلى التقاعد. 

•وأبلغ أبو مازن إسرائيل أنه سيشتري منها كميات أقل من السولار المخصص لشركة الكهرباء في غزة، وبذلك غشي الظلام القطاع. وألغى التغطية لنقل المرضى من غزة للمعالجة الطبية في الخارج، وأوقف تحويل الرواتب إلى عائلات شهداء "حماس" وأسراها. في إسرائيل حذروا من أن ضغط أبو مازن سيدفع "حماس" إلى تصعيد الوضع في القطاع على الرغم من أنها ليست معنية بذلك. لكن أبو مازن لم يتأثر من احتمالات سقوط صواريخ في مستوطنات غلاف غزة، وخطط لزيادة الضغط على التنظيم الغزاوي. بيد أن مصر ضاقت ذرعاً.

•لقد فهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن فوضى في القطاع يمكن أن تمتد أيضاً باتجاه الجنوب، ومن أجل تحقيق المصلحة المصرية العليا، إحلال الهدوء في القطاع وفصل غزة عن جهات إرهابية في سيناء، أومأ السيسي إلى كبار المسؤولين في "حماس" فسارع هؤلاء في المجيء إلى القاهرة. وفي اللقاءات التي جرت بين وفد "حماس" ورؤساء الاستخبارات المصرية جرى وضع خطة هدفها إحباط مؤامرة أبو مازن. و"حماس" التي عارضت بشدة في أيام حكم مبارك الخطة المصرية لإقامة جدار فصل بين مصر وغزة، وافقت حالياً على إقامة الجدار وبدأت فوراً في الأعمال. واتخذت القاهرة في المقابل قراراً بتأمين السولار لتوليد الكهرباء في غزة، وفتح معبر رفح أمام الأفراد والبضائع.

•لكن الخطوة التي آلمت أبو مازن أكثر كانت تلك المتعلقة بخصمه السياسي الكبير محمد دحلان، المسؤول الكبير في "فتح" الذي اتُهم بمحاولة التآمر على أبو مازن، وفرّ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كي لا يعاقب على التهم التي وُجهت له. ومن هناك دحلان يشدّ خيوطاً ويمول خلايا موالية لزعامته تعارض السلطة الفلسطينية. وبهذه الطريقة حافظ دحلان على علاقاته في انتظارعودته إلى الساحة السياسية الفلسطينية. وهو اليوم يحظى بدعم حقيقي من مصر ومن "حماس".

•ووفقاً لمصادر فلسطينية، خلال وجود مسؤولي "حماس" في القاهرة التقى يحيى السنوار دحلان مرتين، واتفق معه على خطوات من أجل تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع. وبالاستناد إلى صحيفة "الحياة" كان هدف اللقاء مصالحة "حماس" مع دحلان، وعودة هذا الأخير إلى منصب سياسي رسمي في القطاع للمرة الأولى منذ عشر سنوات. وكان أبو مازن على علم بهذه اللقاءات وحاول عرقلتها. 

•ووفقاً لمصادر مختلفة، أجرى مقربون من أبو مازن محادثات غير مباشرة مع "حماس" من أجل إلغاء التفاهمات بينها وبين دحلان. وكشفت مصادر فلسطينية أن رئيس السلطة أرسل اقتراحات إلى "حماس" بواسطة ثلاث جهات مختلفة، اقترح فيها على "حماس" إجراء انتخابات عامة في قطاع غزة والضفة، وتأليف حكومة وحدة وطنية، مقابل قطع العلاقات مع محمد دحلان وإلغاء لجنة العمل التابعة لـ"حماس" في غزة.

•لكنهم في "حماس" رفضوا مقترحات أبو مازن، وقالوا إن الخطوات التي جرت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة كانت غير مقبولة. ونتيجة خيبات الأمل التي خبروها في الماضي مع أبو مازن، طالبوا بضمانات دولية للاتفاقات، وأضافوا أنهم لن يقطعوا العلاقات مع محمد دحلان التي هي برأيهم تشجع الحوار الداخلي الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية العامة، وهذا الأمر يقوي احتمالات عودة دحلان إلى غزة.

•وقيل أيضاً في "حماس" أن وفد الحركة الذي زار القاهرة أوضح أن الحركة تنوي رفض شروط رئيس السلطة، لكنها لن تغلق الباب في وجه المفاوضات، في هذه الأثناء أعلنت أن سمير المشهراوي وسليمان أبو متلك، من المقربين من دحلان، من المتوقع وصولهما إلى قطاع غزة في الأسبوع المقبل من أجل إعداد الأرضية استعداداً لعودة دحلان إلى القطاع.

•ما هي أهمية هذه التغيرات المحتملة في السياسة الفلسطينية بالنسبة إلى إسرائيل؟ لقد عمل دحلان سابقاً رئيساً للأمن الوقائي في غزة، وكان في إطار مهماته مسؤولاً عن التنسيق مع إسرائيل خلال فترة الانفصال عن غزة. بالإضافة إلى ذلك، فهو يتحدث اللغة العبرية بصورة جيدة، ومع مرور السنوات أقام علاقات جيدة مع أطراف إسرائيلية. دخوله إلى غزة بموافقة حركة "حماس"، يمكن بالتأكيد أن يشكل عاملاً مهماً في تغيير العلاقات بين إسرائيل وغزة.