إسرائيل والأردن يوثقان علاقاتهما بسبب وجود إيران في سورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•في الفترة الأخيرة كثف كل من إسرائيل والأردن التنسيق السياسي بينهما بسبب الأحداث في جنوب سورية. فالدولتان قلقتان من التمركز المتجدد لنظام بشار الأسد في الجزء الجنوبي من الدولة، وبصورة خاصة من تصاعد النفوذ الإيراني في العراق وسورية. والتخوف هو من أن تستغل إيران سيطرة النظام السوري على الأراضي من أجل نشر الحرس الثوري وميليشيات شيعية على رأسها حزب الله، بالقرب من الحدود السورية مع الأردن وإسرائيل.

•خلال السنوات الأخيرة توثقت العلاقة بين القدس وعمان على خلفية الاضطرابات الإقليمية في الشرق الأوسط. ووفقاً لتقارير نشرتها صحف أميركية وعربية، قدمت إسرائيل أيضاً إلى المملكة الهاشمية مساعدة استخباراتية وأمنية لتدعيم الاستقرار في مواجهة تهديد مزدوج - هجمات من جانب تنظيمات سنية متطرفة على رأسها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وصعود الهيمنة الإيرانية في المنطقة.

•وأعرب مسؤولون كبار في إسرائيل في الماضي، في مناسبات مختلفة، عن تخوفهم من احتمال أن يؤثر عدم استقرار الأردن سلباً على الوضع الأمني في إسرائيل. ونشرت "هآرتس" في آذار/مارس الماضي، أن رئيس الأركان غادي أيزنكوت عبّر في نقاش مغلق السنة الماضية عن قلقه جرّاء تقدير متشائم سمعه من سفيرة إسرائيل في الأردن، عينات شالين، فيما يتعلق بالوضع في المملكة، وقال إنه عند الحاجة يتعيّن على إسرائيل أن تقدم المساعدة للأردنيين. وكان الملك عبد الله حذّر في العام 2004 من خطر نشوء "هلال شيعي" بزعامة إيران من شأنه أن يزيد من الانقسام في العالم العربي.

•وفي سلسلة مقالات في الأسابيع الأخيرة للصحافي الأردني بسام البدارين الذي يعتبر من المقربين من العائلة المالكة نشرها في صحيفة "القدس العربي"، وصف الكاتب قلقاً مشتركاً أردنياً - إسرائيلياً حيال التطورات في جنوب سورية. ووفقاً للبدارين، حصل في الفترة الأخيرة لقاء بين وزيري الخارجية الروسي والأردني، أوضحت فيه عمّان للروس عدم موافقتها على تمركز الحرس الثوري الإيراني وميليشيات شيعية على حدودها الشمالية.

•وادّعى الروس في محادثاتهم مع الأردن أن نشر قوات موالية لنظام الأسد على الحدود يبعد خطر داعش، لكن الأردنيين أوضحوا لهم أن دخول الإيرانيين إلى المنطقة، في نظرهم، ليس أقل خطراً. وأفاد البدارين أيضاً أن إسرائيل تزوّد الأردنيين بصور تلتقطها أقمار صناعية لما يحدث على طول حدود المملكة مع العراق وسورية، من أجل تحسين قدرتها الدفاعية. وكانت مجلة "وول ستريت جورنال" تحدثت قبل عامين عن تزويد إسرائيل الأردن بطوافات هجومية قديمة من طراز كوبرا.

•استأثرت التطورات في جنوب سورية وفي شرقها - وهي منطقة صحراوية في جزئها الأكبر وتمتد مئات آلاف الكيلومترات المربعة - في الفترة الأخيرة بالاهتمام الإقليمي. والولايات المتحدة منزعجة من التقاء ميليشيات شيعية عراقية مدعومة من إيران وتتقدم في الجهة العراقية من الحدود، مع القوات المرتبطة بنظام الأسد وتنشط في الجهة السورية من الحدود.

•وشهدت الأسابيع الأخيرة عدة حوادث عنيفة بين الولايات المتحدة والجيش السوري وقوات أخرى، على خلفية التخوف الأميركي من أن يقوم النظام السوري بضرب تنظيمات سنية متمردة تحظى بدعم الولايات المتحدة. ونشر الجيش الأميركي في منطقة التنف، حيث وقعت معظم الحوادث، بطاريات مدفعية بعيدة المدى. ويوم الأحد الماضي أسقط الأميركيون للمرة الأولى طائرة حربية سورية، زعموا أنها هددت قوات تابعة لتنظيمات المتمردين.

 

•في هذا الوقت صعّد نظام الأسد هجماته على تنظيمات المتمردين في منطقة درعا في جنوب سورية، القريبة من حدود الأردن، حيث تقوم طائرات روسية وسورية بهجمات جوية عليهم، لكن القتال البري تقوم به ميليشيات شيعية. وتتحدث الصحف العربية عن وجود كثيف لعناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وتثير هذه التطورات أيضاً قلقاً في إسرائيل والأردن. ليس من الواضح بعد ما إذا كان نظام الأسد ينوي محاولة استعادة السيطرة بمساعدة روسية وإيرانية، على منطقة الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان الواقعة في معظمها في قبضة المتمردين، أم لا.