شبكة التلفزة الأميركية "إي. بي. سي": المعلومات السرية التي مرّرها ترامب إلى الروس تهدّد حياة جاسوس إسرائيلي في صفوف "داعش"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

ذكرت شبكة التلفزة الأميركية "إي. بي. سي" الليلة قبل الماضية أن حياة جاسوس إسرائيلي في صفوف تنظيم "داعش" باتت في خطر من جرّاء قيام رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بتمرير معلومات سرية للغاية مصدرها إسرائيل إلى مسؤولين روس كبار الأسبوع الفائت.

وأضافت شبكة التلفزة أن هذا الجاسوس كشف النقاب عن مخطط لتنظيم "داعش" يقضي بتفجير طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة بواسطة إخفاء قنبلة في جهاز كمبيوتر محمول. وأشارت إلى أن سبب المداولات التي جرت في الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة حول حظر حمل أجهزة كمبيوتر كهذه في الطائرات المتجهة من أوروبا إلى الولايات المتحدة، يعود على ما يبدو إلى مخاوف من احتمال تهريب عبوة ناسفة من هذا النوع لن تتمكن أنظمة التفتيش في المطارات من اكتشافها. وأدت هذه المداولات إلى قيام الولايات المتحدة في الوقت الحالي بفرض حظر على 10 مطارات معظمها في منطقة الشرق الأوسط، ينص على عدم السماح بحمل أجهزة كمبيوتر محمولة في الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة.

وأوضحت شبكة التلفزة نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين أميركيين وإسرائيليين كبار أن المعلومات الاستخباراتية التي أعطاها هذا الجاسوس كانت حساسة للغاية لدرجة أنه لم تتم مشاركتها إلا مع الولايات المتحدة شريطة الحفاظ على سرية المصدر.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قالت أول من أمس (الثلاثاء) إن ترامب كشف خلال اجتماع عقده الأسبوع الفائت مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في البيت الأبيض بحضور السفير الروسي في واشنطن، معلومات تتعلق بعمليات لتنظيم "داعش" قيد الإعداد، وأوضحت أن هذه المعلومات نقلتها دولة حليفة للولايات المتحدة لم تعط الإذن لواشنطن بمشاركتها مع موسكو، وأن كشفها يمكن أن يعطي مؤشرات حول الطريقة التي جمعت فيها المعلومات، كما أنه يضع مصادرها في موقف صعب.

وفي وقت لاحق قالت مصادر أميركية رفيعة لصحيفة "نيويورك تايمز" إن المعلومات الاستخباراتية السرية التي كشف عنها الرئيس الأميركي أمام لافروف تم تلقيها من إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر إسرائيلية رفيعة أوضحت في إثر ذلك أنه في حال تبين أنه حصل تسريب لمعلومات حساسّة فإنها ستتوقف عن مشاركة الولايات المتحدة بمثل هذه المعلومات.

ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت مكماستر سلوك ترامب بأنه ملائم تماماً.

وأكد الرئيس الأميركي في تغريدة نشرها على موقعه الخاص في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن لديه الحق المطلق في مشاركة روسيا معلومات تتعلق بالإرهاب والسلامة الجوية. وأضاف أنه رغب في أن يتقاسم مع روسيا هذه المعلومات، وأشار إلى أنه لأسباب إنسانية يرغب أيضاً بأن تسرّع روسيا بشكل كبير حملتها ضد تنظيم "داعش" والإرهاب.

وما تزال إسرائيل تلتزم الصمت حيال هذه القضية ولم يصدر عنها أي تعقيب رسمي عليها.

وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس أن مسؤولين كباراً في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أعربوا خلال أحاديث مغلقة عن قلقهم البالغ من تمرير معلومات سرية حول الأوضاع في سورية نقلتها إسرائيل إلى الولايات المتحدة وقامت هذه الأخيرة بنقلها إلى روسيا، ودعوا إلى فحص كل المعلومات التي تم نقلها إلى واشنطن. 

وقال أحد هؤلاء المسؤولين لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إسرائيل تلقت في بداية ولاية الرئيس ترامب تحذيرات من مسؤولين كبار في الاستخبارات الأميركية من مغبة مشاركة الرئيس الجديد معلومات سريّة بسبب علاقاته الودية مع الروس. 

وأضاف هذا المسؤول أن المعلومات بحد ذاتها لا تشكل مشكلة بل مصادرها الحساسة نظراً إلى أنه استُثمرت جهود طيلة سنوات للحصول عليها. وأكد أن الروس أذكياء وقادرون على معرفة مصدر هذه المعلومات، وقد يتخذون هم أو حلفاؤهم من أعداء إسرائيل خطوات بناء على تلك المعلومات.