•في اللقاءات التحضيرية التي سبقت زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حاول الفلسطينيون توضيح مواقفهم حيال مجموعة من الموضوعات. وإذا حكمنا على ما رأيناه في المؤتمر الصحافي المشترك في البيت الأبيض، نجد أن هذه التوضيحات لم يجر الإفصاح عنها بعد.
•على الصيعد الثنائي طُلب من الفلسطينيين العودة إلى محادثات مباشرة مع إسرائيل، لكن أبو مازن لم يأت على ذكر هذا الأمر إطلاقاً بكلمة واحدة. لقد اصطحب معه إلى الاجتماع رئيس صندوق الاستثمارات في السلطة محمود مصطفى، الأمر الذي يعني أنه مستعد لقبول، بصورة أو بأخرى، "سلاماً اقتصادياً"، لكن ليس على حساب التنازل عن انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967، بما في ذلك القدس.
•على الصعيد الإقليمي، كان المطلوب من عباس الانضمام إلى الائتلاف السني العربي في مواجهة إيران، لكن أبو مازن تطرق في المؤتمر الصحافي إلى تنظيم داعش فحسب، ولم يذكر إيران ولو بكلمة واحدة، ويمكن أن يكون قد أجاب بلا، أو طلب مهلة إضافية. إن الفلسطينيين لن يقفوا في معسكر معاد لإيران إلاّ لقاء ثمن ملائم، وهو ما لم يحصلوا عليه بعد.
•ولهذا الأمر علاقة بمؤتمر السلام الإقليمي الذي من المفترض أن يتناول المشكلة الفلسطينية، لكن هدفه الحقيقي هو بلورة شرق أوسط ضد إيران.
•لقد هددت إيران أبو مازن وطلبت منه ألاّ يساهم في هذه العملية، أي ألاّ يكون ورقة توت تسمح بحدوث تلاقٍ أمني علني بين إسرائيل والسعودية ومصر والأردن.
•داخل الضفة الغربية تنشط أطراف مؤيدة لإيران مثل الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وحتى جناح داخل حركة "فتح". ويتعين على أبو مازن أن يكون حذراً جداً لدى اتخاذه موقفاً. ففي لبنان مثلاً تتعاون "فتح" مع حزب الله في محاربة داعش.
•إن الوقوف موقف المتفرج لا يرضي العرب السنة الذين يقولون لأبو مازن في الاجتماعات المغلقة أنهم على مدى التاريخ الفلسطيني أيدوا الفلسطينيين تأييداً كاملاً ودفعوا ثمن ذلك، وحان الوقت كي يتخلى الفلسطينيون عن موقف المتفرج.
•يُقال إنه في الزيارة القريبة للرئيس ترامب إلى المنطقة سيلتقي أبو مازن في بيت لحم، لكن يبدو أن هذا لن يحدث، أي إذا لم يكن أبو مازن قادراً على اتخاذ موقف يدعم دعماً مطلقاً أخوانه السنة، فإن هؤلاء سيقررون مع ترامب معاً، وربما أيضاً مع إسرائيل.