•إن التقارير المتعددة التي تنسب إلى الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي تنفيذ هجمات في سورية، تصور إسرائيل على أنها تبنت أسلوباً ناجحاً حيال سورية، ويبدو أن هذا الأسلوب لا يزال يحقق نجاحاً منذ أربعة أعوام حتى اليوم. بيد أن الهجوم الأخير الذي وقع فجر يوم الخميس، وفقاً لتقارير في الإعلام الأجنبي وبإقرار ضمني من وزراء إسرائيليين، سجل سابقة في هذا المجال تمثلت في أنه حدث بعد عودة ليبرمان من زيارة لموسكو التقى خلالها وزيري الخارجية والدفاع.
•يُستنتج من ذلك أن روسيا تدير لعبة ثلاثية: تزود الأسد بالسلاح وتساعده، وتغض النظر عن تهريب سلاح سوري أو إيراني إلى حزب الله عن طريق سورية، وفي المقابل تغض النظر عن، أو تسلّم بالهجمات المنسوبة إلى سلاح الجو الإسرائيلي لكن في العلن ترفضها وتدينها.
•إن الهجمات التي نفذتها إسرائيل، في حال كانت هي فعلاً من نفذها، هي حصيلة معلومات استخباراتية دقيقة واستعدادات عملانية عسكرية. ويمكن التقدير أنه عندما يتضافر هذان العاملان، يقترح رئيس الأركان على وزير الدفاع ليبرمان القيام بهجوم، ويتشاور ليبرمان مع نتنياهو، ولدى موافقة الاثنين يدخل الهجوم حيز التنفيذ، لكن ليس قبل التأكد من عنصر آخر هو ضرورة أن يكون الهدف بعيداً عن وجود طائرات روسية أو سلاح روسي أو جنود روس، ذلك بأن آخر ما ترغب فيه إسرائيل هو المس بأهداف روسية. لكن مع ذلك يبقى الوضع حساساً.
•مؤخراً تحدثت تقارير في الإعلام الغربي عن تزايد هجمات إسرائيل في سورية لأن إيران وسورية رفعتا، كما يبدو، وتيرة تهريب شحنات السلاح إلى حزب الله. وتزيد الثرثرة التي تحدث في إسرائيل الوضع تعقيداً. لقد نجحت إسرائيل في إدارة سياسة "غموض" ولم تتطرق إلى ما يحدث. لم تؤكد ولم تنفِ. لكن هذه السياسة لم تصمد،.وفي الفترة الأخيرة بدأت بالتآكل. هذا الأسبوع أقر "ضابط كبير" في الجيش بأن إسرائيل هاجمت في سورية صواريخ كانت في طريقها إلى حزب الله. وبالأمس لمّح الوزراء يسرائيل كاتس ونفتالي بينت ويوآف غالنت إلى الهجوم الإسرائيلي، وقال وزير الدفاع أنه أوضح للروس عدم سماح إسرائيل باقتراب قوات تابعة لإيران ولحزب الله من حدودها في هضبة الجولان.
•حتى الآن لا يزال النظام السوري يكز على أسنانه، فهو لا يريد، كما أنه غير قادر على فتح جبهة ضد إسرائيل. أمّا إسرائيل، فهي تخوض معركة كبيرة ضد شحنات السلاح الموجهة إلى حزب الله، وأهداف الهجوم صورايخ بعيدة المدى من نوع سكود D وصواريخ موجهة، أو وسائل توجيه تسمح لهذه الصواريخ بأن تصيب بدقة أهدافاً استراتيجية في إسرائيل، وصواريخ مضادة للطائرات، وصواريخ بر- بحر.
•لقد نُسبت إلى إسرائيل عشرات الهجمات في السنوات الأربع الأخيرة. وحتى لو افترضنا أن معظمها حقق أهدافه، إلاّ إن هذا لا يعدو كونه نقطة في بحر. ووفقاً للتقديرات لدى حزب الله نحو 100,000 صاروخ وقذيفة من جميع الأنواع، بما فيها صواريخ بعيدة المدى ودقيقة جداً. وليس سراً أن هذه الصواريخ تستطيع الوصول إلى أي نقطة استراتيجية في إسرائيل. حتى الآن ليس لدى إسرائيل نية البدء بحرب، وفي التقارير المنسوبة إليها يقال إن إسرائيل تستغل الفجوة بين القدرة وبين النية بأسلوب "ناجح" للحد من وقوع أضرار جسيمة.
تحتجب النشرة عن الصدور يوم الاثنين في 1 أيار/مايو 2017 لمناسبة عيد العمال، ويوم الثلثاء في 2 أيار/مايو 2017 بسبب عدم صدور الصحف العبرية.