آراء السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل أقرب إلى عقيدة المستوطنين في الضفة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة أجريت لقاء صحافياً مع ديفيد فريدمان، الذي أقر مجلس الشيوخ الأميركي قبل أيام تعيينه رسمياً في منصب السفير الأميركي لدى إسرائيل. 

•وفريدمان محام معروف في الولايات المتحدة متخصص في قضايا الإفلاس. ودونالد ترامب هو أحد زبائنه الكبار. ويسير الرجلان يداً بيد منذ ثلاثين سنة، وخلال هذه السنوات رافق فريدمان ترامب في عشرات قضايا الإفلاس التي تورط بها، وكان هو أيضاً من رافق ابنته إيفانكا في مسيرة اعتناقها الديانة اليهودية وسافر معها الى إسرائيل حين رغبت بأن تشتري فندقاً في تل أبيب تعلق على واجهته لافتة "ترامب" (وهي رغبة لم تخرج الى حيز التنفيذ). 

•وبقي فريدمان دوماً في محيط عائلة ترامب كمحام وصديق مُقرّب، وكان ترامب على استعداد دائم لأن يكون أذناً صاغية له. وعندما قرر ترامب التنافس على رئاسة الولايات المتحدة، فوجئ فريدمان جداً، لكنه فرح بأن ينضم إلى فريقه كمسؤول عن الحملة الانتخابية المرتبطة بالعلاقة مع اليهود ودولة إسرائيل. 

•في أثناء اللقاء مع فريدمان عرض عليّ ألبوم العائلة الذي يضم صوراً لأولاد بعضهم يعتمر الكيباه [القبعة الدينية] ويسكن في مستوطنات المناطق [المحتلة]. وقال إن تل أبيب هي المدينة الأحب إلى قلبه في العالم، وأبدى خبرة كبيرة في كل ما يتعلق بشؤون المستوطنين في الخليل.

•قبل اللقاء مع فريدمان كنت أعرف أنه يميني في آرائه، لكن لم أكن أعرف كم سار بعيداً في هذا الشوط، فما قاله بدا أقرب إلى العقيدة السياسية التي يتبناها مستوطنو بيت إيل: لا للدولتين، ولا للحل الوسط والتسوية؛ دولة واحدة بين النهر والبحر؛ ضم يهودا والسامرة [الضفة الغربية]؛ القدس الموحدة عاصمة إسرائيل إلى الأبد. وهو لا يرى في هذا أبارتهايد، ولا يفكر بأن الاحتلال ظلم بل إصلاح تاريخي. وعندما سألته هل تقلقه حقيقة أنه في إطار الدولة الواحدة لا يمكن أن توجد دولة يهودية وديمقراطية، سحب وثائق مع أرقام تقول إنه لن يكون وضع تكون فيه أغلبية عربية في الدولة الواحدة. 

•وفي واقع الأمر كان فريدمان في مناسبات أخرى أكثر تطرفاً، فقد وصف نشطاء "جي. ستريت" [اللوبي اليهودي الليبرالي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة] بأنهم "كابوس"، وقال عن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إنه "ألقى بإسرائيل إلى الكلاب".

•لقد احتجّت الجالية اليهودية في الولايات المتحدة بأغلبيتها الليبرالية على تعيين فريدمان. ووقّعت عرائض ضده أكدت فيها أن تسلمه مهمات منصب السفير الأميركي في إسرائيل سيكون بمثابة مصيبة. وعندها حدث تحوّل لديه، ولا أحد يعرف ما إذا كان هذا التحوّل مجرد عرض مسرحي أم أنه ناجم عن صحوة حقيقية. فعندما جلس فريدمان في جلسة الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ تنكر لكل ما قاله في الماضي. وفجأة أبدى تأييده لحل الدولتين، واعتذر لأنه شتم نشطاء "جي. ستريت" وبدا معتدلاً كما لو أنه من [أنصار حركة] "السلام الآن". 

•يمكن للبعض أن يصف فريدمان بأنه انتهازي، أما أنا فأرى أنه براغماتي يعرف كيف يلين. وهذا الأمر سيتضح أكثر فأكثر عندما يبدأ ممارسة مهمات منصبه، وعندما تنجلي المعالم الجوهرية للسياسة التي ينوي ترامب اتباعها حيال النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.