تدابير قصوى كمخاطر محسوبة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•يطرح اغتيال مازن فقها، وهو قيادي كبير في الجناح العسكري لحركة "حماس"، عدة أسئلة حول الاستراتيجيا الضرورية في الحرب على الإرهاب. لم تردّ إسرائيل حتى الآن على اتهامات الحركة لها بأنها المسؤولة عن موت فقها، وبالتالي سنركّز على السياق الأوسع من دون التطرق إلى تورط إسرائيل المزعوم.

•منذ خمسينيات القرن الماضي، عندما قاتلت إسرائيل الجماعات الإرهابية الفلسطينية التي كانت تتخذ قطاع غزة قاعدة لها، والمعروفة باسم الفدائيين، كان اغتيال أشخاص مستهدفين أداة ضرورية في حربها ضد الإرهاب. واستخدمت هذه الاغتيالات على مر السنين لتدمير منظمات إرهابية متعددة على جميع المستويات، من القادة إلى المحترفين، مروراً بـ"المهندسين" الذين يصنعون قنابل وأحزمة ناسفة وصولاً إلى النشطاء العملانيين الذين ينفذون الهجمات. 

•إن فوائد هذه الاغتيالات متعددة: من خلال تصفية عينية لإرهابيين منفردين يمكن منع تنفيذ هجمات مستقبلية؛ يضطر الإرهابيون إلى تركيز جهودهم على البقاء الشخصي، مما يصعّب قدرتهم على تنفيذ هجمات ضد إسرائيل؛ الاغتيالات العينية محبطة نفسياً للمجموعات الإرهابية؛ هذا الأسلوب يقلص الأضرار الجانبية غير المرغوبة.

•منتقدو هذه الاغتيالات يميلون إلى قول إن كل إرهابي يُقتل له بديل، وإن قتل إرهابي يؤدي إلى تصعيد الأعمال العدائية وإلى هجمات انتقامية. والرد على هذه الحجج هو أن الجماعات الإرهابية بطبيعتها تحاول تنفيذ هجمات بمعزل عن أي رغبة في الانتقام لمقتل أحد النشطاء؛ وعموماً، فإن هجوماً إرهابياً مكرّساً للانتقام [من إسرائيل] لمقتل رفيق سينفذ في كل الأحوال. 

•من الصحيح القول إن كل إرهابي له بديل، لكن في أغلب الأحيان سقوط إرهابي كبير يعطل الاستعدادات لتنفيذ هجوم، وتخسر منظمته كل المعرفة العملانية والخبرة القيمة التي راكمها.

•تعلمنا الخبرة الإسرائيلية المتراكمة في هذا الصدد أن استخداماً مدروساً لأداة اغتيال أشخاص مستهدفين كجزء من مجموعة أوسع من الأدوات المستخدمة ضد العدو، يمكن أن يسهم إسهاماً كبيراً في الحرب ضد الإرهاب. ومن الأمثلة البارزة على ذلك سلسلة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل عام 2004، وأبرزها اغتيال الزعيم الروحي لحركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين، حيث أجبرت وفاته الحركة على وقف تفجيراتها الانتحارية وقبولها "التهدئة" مع إسرائيل. 

•وفي الختام، أعتقد أن هذا الأسلوب هو أحد الأدوات الأكثر فاعلية التي تملكها إسرائيل، وأن فوائده تفوق مخاطره إذا استُخدم بشكل مدروس.