شخصيات يهودية رفيعة تحذر نتنياهو من التقرب كثيراً من ترامب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات في الولايات المتحدة ودخوله البيت الأبيض، أرسلت شخصيات يهودية رفيعة في الولايات المتحدة رسائل واضحة إلى سفارة إسرائيل في واشنطن وإلى وزارة الخارجية ومكتب رئيس الحكومة مفادها أنه على الرغم من الرغبة في توثيق العلاقات مع ترامب فإنه يتعيّن على إسرائيل التصرف بحذر والامتناع عن القيام بخطوات من شأنها أن تنفر الديمقراطيين من حكومة إسرائيل وتجعل من الصعب على أعضاء هذا الحزب تقديم المساعدة إليها.

وذكرت خمس شخصيات كبيرة في منظمات يهودية تمثل التيار المركزي في الولايات المتحدة وهم معروفون بتأييدهم الواضح لإسرائيل، لصحيفة "هآرتس"، أنهم نقلوا بصورة شخصية رسائل بهذا المعنى إلى المؤسسات الإسرائيلية الثلاث. وقال أحد هؤلاء: "إن التعاون الوثيق بين إسرائيل وإدارة ترامب في المسائل الأمنية والدبلوماسية أمر مرحب به. لكن عندما يبدو رئيس الحكومة الإسرائيلية وهو يحضن ترامب ويكتب على تويتر تغريدات تمدحه لبنائه جداراً على الحدود مع المكسيك، فإن هذا يخرج عن نطاق العلاقات بين الدولتين ويتحول إلى موضوع سياسي".

وأكد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية هذا الأمر رافضاً الكشف عن هويته، وقال لـ"هآرتس" إن هذه الرسائل وصلت إلى وزارة الخارجية ومكتب رئيس الحكومة من ممثلي منظمات يهودية تتماهى مع الحزب الديمقراطي، ومن منظمات يهودية تتماهي مع الحزب الجمهوري ومع مواقف اليمين في إسرائيل.  

ومن بين تحركات إسرائيل التي أثارت قلقاً وسط الجالية اليهودية في الولايات المتحدة في هذا السياق، التغريدة التي كتبها نتنياهو في نهاية كانون الثاني/يناير وأيّد فيها قرار ترامب المتعلق ببناء جدار مع المكسيك، وكذلك الدعم الذي قدمه نتنياهو إلى ترامب في المؤتمر الصحافي الذي عقده في البيت الأبيض في 15 شباط/فبراير الماضي ضد الانتقادات التي وجهت إلى الرئيس في الموضوعات التي لها علاقة بالجالية اليهودية، بدءاً بمعالجة الحوادث المعادية للسامية في الولايات المتحدة وصولاً الى إحياء ذكرى المحرقة النازية من دون ذكر اليهود.