أربع صفارات إنذار: هل تهبّ رياح حرب؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•في الآونة الأخيرة تولد شعور وكأن سحب الحرب تتلبد فوق رؤوسنا. فما قاله رئيس الشاباك عن الهجمات المتوقعة، وتحذيرات رئيس الاستخبارات العسكرية مما يحدث في غزة، وتقاطر الصواريخ من القطاع، وعربدة نصر الله، وهجوم إسرائيل الأخير في سورية، كل هذا يفاقم هذا الشعور. لكن من المهم التمييز بين تغيرات حقيقية وأحداث عادية، والأكثر أهمية هو التركيز على الأمور التي في إمكاننا التأثير فيها. في هذا السياق من المهم التطرق إلى أربع جبهات: يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، غزة، لبنان، سورية. 

•بالنسبة إلى يهودا والسامرة [الضفة الغربية] لا جديد. فالربع الأول من 2017 كان أهدأ من الربع الأول من 2016، "انتفاضة السكاكين" أُخمدت، والسلطة الفلسطينية تتطلع بأمل جديد إلى واشنطن، ولا تظهر في الضفة كتلة مهمة تدعم عمليات العنف. من دواعي سرور "حماس" وقوع عمليات إرهابية في الضفة، لكن ليس في هذا أي جديد. 

•أما غزة فالوضع فيها مختلف.

•إن الواقع الاقتصادي والإنساني الصعب يضعف من إرادة "حماس" وقدرتها على منع إطلاق الصواريخ [على إسرائيل] من قبل تنظيمات "مارقة". وهذا ليس له علاقة بتآكل الردع الإسرائيلي الذي بني في عملية "الجرف الصامد"، بل سببه أن إسرائيل لا تعمل من أجل مصلحتها المشتركة مع "حماس" في إعادة إعمار القطاع.

•مباشرة بعد "الجرف الصامد" كان من المفترض أن تترأس مصر مؤتمراً دولياً من أجل إعمار القطاع، وكان من المفترض أن تشكل السلطة الفلسطينية العنوان الذي تُحول إليه الأموال. والأمر المخالف للعقل هو أن الطرفين الوحيدين في العالم اللذين لا يهمهما إعمار القطاع هما تحديداً هذان الاثنان. إن سبيل الحؤول دون جولة عنف إضافية يفرض على إسرائيل تشجيع الاستثمارات في البنى التحتية في غزة، لكن إسرائيل تفعل العكس. على سبيل المثال، منذ أكثر من عامين يقترح الأتراك حلاً (موقتاً) لأزمة الكهرباء في غزة من خلال سفينة تشكل مولداً كبيراً للكهرباء، لكن إسرائيل تعارض.

•في الساحة الثالثة، يستمد حزب الله في لبنان قوته من انتمائه إلى "المعسكر المنتصر" في الحرب في سورية. ولكي تحافظ إسرائيل على قوة ردعها يجب عليها أن تقول بوضوح إنه بسبب تحمل الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية المسؤولية الكاملة عن أعمال حزب الله، فإن فتح النار من جهة حدود لبنان سيؤدي إلى حرب أخرى ضد حزب الله مثل حرب 2006 وإلى حرب رسمية ضد دولة لبنان. ونظراً إلى أنه لا أحد يرغب بدمار لبنان، لا إيران ولا سورية من جهة، ولا السعودية ولا فرنسا ولا الولايات المتحدة من جهة أخرى، فإن هذا يشكل ردعاً حقيقياً. وقد قال رئيس الأركان كلاماً في هذا الاتجاه، ولكن ليس بالحدة المطلوبة.

•المستجدات الحقيقية الوحيدة هي الآتية من سورية، وهي بالفعل مقلقة. يبدو أن معسكر الأسد، حزب الله، إيران وروسيا هو المعسكر المنتصر في الحرب الأهلية. وفي هذه المرحلة يحاول كل طرف من المشاركين الحصول على أكبر قدر ممكن من المغانم. تحاول إيران وحزب الله إيجاد خطر على الحدود السورية، والسبيل للحؤول دون حدوث ذلك يتطلب بالإضافة إلى التحذيرات النارية والحوار مع روسيا، أمراً إضافياً: أن نوضح للولايات المتحدة أن هذا الموضوع هو الأكثر أهمية وأنه يتطلب أشد الدعم الأميركي.

•قيل إن رئيس مكتب رئيس الحكومة سافر إلى واشنطن لإجراء محادثات بشأن المستوطنات. ثمة شك في أن إدارة ترامب يمكن أن تصغي في هذه اللحظة إلى أكثر من رسالة واحدة. ورسالة تتعلق بمنع وجود إيراني على حدودنا مع سورية هي الأمر الأكثر أهمية وإلحاحاً في الوقت الراهن.