•حضر وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان يوم الثلاثاء جلسة لجنة الدفاع والأمن في الكنيست. وقد وصفه أحد أعضاء اللجنة بأنه "كان هجومياً". وخلال توجهه إلى الصحافة أطلق ليبرمان ثلاث رسائل جميعها تخدمه سياسياً. بدأ بحادثة النبي صالح حيث تعرضت مركبة عسكرية إلى هجوم بالحجارة من مسافة قريبة. في رأي ليبرمان كان ردّ الجيش ضعيفاً للغاية، فهو قال: "لقد فر المهاجمون سالمين وهذا الأمر ليس جيداً". وبذلك يكون قام بواجبه حيال ناخبيه الذين يتوقعون منه معاملة صارمة تجاه العرب. كما أعلن أنه لن يزود غزة بالكهرباء ولن يعطيها مالاً لبناء الأنفاق، وهذا لإظهار أن وزير الدفاع متشدد [تجاه "حماس"].
•الرسالة الثالثة هي تلك التي تتعلق بقصة السيادة. لقد بدّل ليبرمان مواقفه وتقنّع بملبس شخص رجل معتدل. في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 كان ليبرمان على رأس مبادرة مع زعماء المستوطنين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] طالبت ببدء تطبيق السيادة الإسرائيلية على كتل المستوطنات. لكنه صباح أمس وقف بشدة ضد الفكرة، وادّعى أنه ممنوع ضم المناطق [المحتلة] مع 2.7 مليون فلسطيني يسكنون فيها من دون إعطائهم حق الانتخاب (كما يقترح عضو الكنيست ميكي زوهار من الليكود). وبالإضافة إلى المترتبات الدولية والإنفاق المالي الضخم (لم يتطرق ليبرمان إلى معاودة السيطرة الأمنية التي يمكن أن تتسبب بإرهاب وسقوط قتلى لسنوات طويلة)، ادّعى ليبرمان أن تطبيق السيادة سيتسبب بأزمة مباشرة في العلاقات مع الولايات المتحدة.
•ما الذي يجري هنا؟ هل النظرة إلى الأمور عندما يكون المرء في المعارضة تتغير عندما يصبح المرء في الائتلاف الحكومي؟ ليس تماماً. فقد يعود ليبرمان إلى الأيام التي طالب فيها بتطبيق السيادة [على المناطق المحتلة]، ويمكنكم الاعتماد عليه لفعل ذلك. في هذه الفترة هو على وشك القيام بزيارة إلى الولايات المتحدة وعقد اجتماع عمل مع الإدارة الجديدة. ويعرف ليبرمان إلى أي حد الدعم والتأييد الأميركيين يمكنهما أن يعززا مكانته كوزير للدفاع. وهو لا يرغب بالذهاب إلى هناك مع رسالة سياسية إشكالية بشأن المناطق [المحتلة]، أو من دون أن ينسّق كل مواقفه مع الإدارة الأميركية. فلديه تجربة مع أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ويعرف جيداً ماذا يحدث عندما يقاطعك الأميركيون. وهو لا يرغب في علاقة مشابهة وهو في منصبه الجديد.
•يفترض ليبرمان أن الكراهية للعرب التي ينشرها بصورة دائمة ستحجب اعتداله السياسي. ولكن هذا الكلام أثار سخط خصومه في الحكومة وادعى أحدهم "أن كلام ليبرمان هذا مجرد ثرثرة. ففي الأسبوع الماضي هدد نصر الله وحماس، وحالياً يشيع عبثاً الخوف من الولايات المتحدة. من الأجدى له معالجة موضوع إسماعيل هنية الذي ما يزال ينتظر اغتياله". ويزعم معارضوه أنه ليس هناك أي رسالة من الإدارة الأميركية، وأن إسرائيل تستطيع أن تفعل ما تشاء، وأن طاقم ترامب ينتظر مبادرة إسرائيلية كي يؤيدها لاحقاً.
•في جلسة كتلة البيت اليهودي في الكنيست دار نقاش مثير للاهتمام بهذه الروحية بين الوزير نفتالي بينت وعضو الكنيست موتي يوغاف. فقد عاتب بينت يوغاف قائلاً: "انظروا ماذا قال ليبرمان. لماذا بقيتم صامتين؟". عضو الكنيست يوغاف، الذي كان هو نفسه وراء عدة مقترحات لتطبيق السيادة الإسرائيلية على كتل المستوطنات وعلى مستوطنات إضافية، برر موقف ليبرمان مدعياً أنه من الأفضل تأجيل مبادرات الضم الإسرائيلية إلى حين الحصول على ضوء أخضر من إدارة ترامب، وقال: "يجب علينا ألا نفاجئهم".
•في نهاية المطاف: ليس هناك في هذه الحكومة من هو ملتحق جديد بحركة "السلام الآن". ليبرمان، المستوطن من نكوديم، يقول ما يناسبه في هذه اللحظة. وبينت يسعى إلى إبراز الفوارق بينه وبين حزب "إسرائيل بيتنا" وتصوير ليبرمان بصفته يسارياً ميؤوساً منه.
•لقد فر رئيس الحكومة نتنياهو من التحقيق الذي يجري ضده بضع دقائق وتحدث مع ترامب شخصياً. وتحمل هذه المحادثة أيضاً رسالة مفيدة: إذا كانت المشكلة بالنسبة لأوباما هي إسرائيل والحل هو من خلال الاتفاق مع إيران والفلسطينيين، فالمشكلة بالنسبة إلى ترامب هي إيران والفلسطينيون والحل هو من خلال تأييد إسرائيل.