من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
انتقد وزير الداخلية الإسرائيلي آرييه درعي [رئيس شاس] الإعلان الفوري في حينه عن أن حادث الدهس الذي وقع في قرية أم الحيران البدوية في النقب [جنوب إسرائيل] وتسبّب بمقتل أحد أفراد الشرطة الشهر الفائت، كان اعتداء نفّذه المواطن البدوي يعقوب أبو القيعان الذي قُتل برصاص الشرطة.
وأضاف درعي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأربعاء)، أنه كان حرياً بقيادة الشرطة التريث لاستجلاء الحقيقة لكون أبو القيعان مربياً من عائلة خدم العديد من أفرادها في الجيش الإسرائيلي.
وفي الوقت عينه أكد درعي أنه لا يمكن اتهام وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان [الليكود] بأي مسؤولية عما جرى لأنه استقى المعلومات من قادة الشرطة في لواء الجنوب أو من قائدها العام الجنرال روني ألشيخ.
ودعت عائلة يعقوب أبو القيعان إردان وألشيخ إلى الاستقالة والاعتذار للوسط البدوي. وأكدت العائلة أنه تبيّن أن معظم رواية الشرطة في الأيام الأولى بعد تلك الأحداث كانت كاذبة.
وناشدت العائلة السكان البدو الامتناع عن التجند في صفوف الجيش الإسرائيلي حتى يتم تقديم هذا الاعتذار.
ويأتي كل ذلك بعد أن تراجع الوزير إردان أول من أمس (الثلاثاء) خلال جولة في منطقة الجنوب عن وصف حادث الدهس في أم الحيران بأنه اعتداء، وقوله إنه حادث مؤسف أدى إلى مقتل شرطي ومواطن. كما وصف إردان أبو القيعان بأنه مواطن بعدما كان قال عنه إنه مخرب ينتمي إلى الحركة الإسلامية ونفذ عملية دهس مستوحاة من تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن تغيّر نبرة إردان تدل على تراجع في رواية الشرطة ووزير الأمن الداخلي، وعلى أن هذا الأخير على علم بنتائج التحقيق المغايرة لرواية الشرطة.
وفي المقابل قال ألشيخ أمس إن الشرطة لن ترد على الادعاءات القائلة بأن الحديث لا يدور حول اعتداء، إلى أن يُنهي قسم التحقيق مع أفراد الشرطة [ماحش] تحقيقاته في أحداث أم الحيران.
وأشار ألشيخ إلى أنه تحدث مع رئيس قسم التحقيق مع أفراد الشرطة، وأبلغه أنه لا توجد نتائج نهائية بعد وأن ملابسات القضية ما تزال قيد التحقيق ولم تصدر بعد أي استنتاجات تتعلق بها.
وكانت أشرطة فيديو بثتها قناتا التلفزة الإسرائيلية الثانية والعاشرة أخيراً أظهرت أن تصرف أفراد الشرطة في مسرح الأحداث لم يكن سليماً وأن إطلاق النار صوب سيارة أبو القيعان لم يكن مبرراً من ناحية قوته وتوقيته. كما بيّنت أن أفراد الشرطة أطلقوا النار على سيارة أبو القيعان وهو على مسافة بعيدة منهم وليس عن قرب كما ادعوا، وأن السيارة تقدمت نحوهم ببطء وليس بسرعة كما زعموا.