"داعش" تُضرب في سورية والعراق، و مصر تعاني الوجع
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء أبو هاجر الهاشمي لديه مشكلة مع "حماس" في قطاع غزة. منذ شهرين تقوم قوات الأمن التابعة للحركة باعتقال نشطاء تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية أو أولئك المشبوهين بالتعاون مع التنظيم، وتمنع دخول الجهاديين إلى القطاع من سيناء. وعموماً تصر هذه القوات على أن تثبت بأنه ليس للدولة الإسلامية ما تفعله في غزة.

•ثمة مصلحة سياسية لـ"حماس"، وليس فقط محلية، في محاربة التنظيمات المتطرفة المنافسة لها. ويسعى زعماء الحركة الى الاستجابة لما تريده القاهرة، وإلى استمرار التعاون بين الحركة الإسلامية والنظام المصري، خاصة وأن فتح معبر رفح مرتبط بصورة مباشرة بإثبات "حماس" "نياتها الطيبة". إن الشرخ بين تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء و"حماس" وصل في الشهر الماضي إلى ذروته عندما وصف الهاشمي أنصار حماس "بالكفار"، وطلب من رجاله إغلاق معبر البضائع من سيناء إلى غزة من خلال الأنفاق التي ما تزال موجودة. 

•وفقاً لتقارير مصدرها مصر، فقد وضع الهاشمي حراساً على فتحات الأنفاق من أجل منع "حماس" من استخدامها، وبصورة أساسية من أجل وقف نقل الوقود إلى القطاع. ورداً على ذلك زادت "حماس" وتيرة اعتقال مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وبالاستناد إلى تقديرات، هناك على الأقل 350 معتقلاً من أنصار التنظيم. 

•لكن لسوء حظ زعماء "حماس"، فإن المواجهة العلنية مع الدولة الإسلامية لم تقنع السلطات في القاهرة برفع العقوبات المفروضة على "حماس" أو التخفيف منها، مثل منع دخول أنصار الحركة إلى الأراضي المصرية، وتصنيف كتائب عز الدين القسام كتنظيم إرهابي، وفرض قيود قاسية على انتقال البضائع من مصر إلى غزة. وخلال زيارة استثنائية قام بها إسماعيل هنية إلى القاهرة في مطلع الأسبوع، كرر القادة المصريون الذين التقاهم مجموعة شروط تطالب بها مصر، وهي شملت مطالبة "حماس" بتسليم مصر مطلوبين، وأن تقوم الحركة بحماية الحدود بين غزة وسيناء، وأن تقدم معلومات استخباراتية تتعلق بعناصر مشتبه بها تصل إلى غزة.

•صحافي يعمل في صحيفة مصرية رسمية ومقرب من جهات حكومية رفيعة قال لـ"هآرتس" إن "الناحية الغزاوية لم تُغلق بعد بصورة نهائية، والاستخبارات المصرية تواجه مشكلة"، وتابع قائلاً إن "الاستخبارات متأكدة من أن لدى "حماس" معلومات عن مكان قواعد تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، وبخاصة في شمال سيناء، والحركة تحتفظ لنفسها بأوراق لا تكشف عنها". وأضاف هذا الصحافي أنه في الوقت الحاضر لا تستطيع الاستخبارات المصرية الاعتماد على العشائر البدوية في سيناء لأنهم يعتاشون من التجارة مع تنظيم الدولة الإسلامية، ولأنها غاضبة من الجيش المصري الذي يضربها بصورة عشوائية. وأوضح أن "الاستخبارات المصرية لا تصدق أحداً، ربما فقط المعلومات التي تأتي من إسرائيل."

•لم يعد هنية، المقيم منذ خمسة أشهر مع عائلته في قطر، قادراً وحده حالياً على تقديم المطلوب لأي طرف من الأطراف.  وحتى بعد أن فتحت مصر في خطوة  "بانية للثقة" معبر رفح مرات أكثر من العادة، هناك أطراف في "حماس" تسعى إلى استئناف الصلة مع طهران. في هذه الأثناء يواصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حربه السيزيفية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، وقد أعلن تمديد حالة الطوارئ في سيناء ثلاثة أشهر أخرى. وهذه هي المرة العاشرة التي يُتخذ فيها مثل هذا القرار بخلاف الدستور المصري الذي يسمح للرئيس بإعلان حالة الطوارئ مرتين متتاليتين فقط. في الأسبوع الماضي أمر السيسي بمنع سفر المواطنين المصريين والأجانب عبر نفق تحت قناة السويس من أجل منع تسلل عناصر إرهابية وتشديد الرقابة على "السائحين الجهاديين"، كما يسمى المتطوعون في تنظيم الدولة الإسلامية.

 

•في موازاة ذلك، فإن الجهاديين أيضاً يواجهون مصاعب في المحافظة على الهدوء داخل صفوفهم. التنظيم في سيناء الذي يطلق عليه اسم "أنصار بيت المقدس" وكان منتمياً إلى القاعدة ثم أعلن سنة 2014 ولاءه لزعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، تتصاعد منه اليوم أصوات تدعو إلى العودة إلى إعلان الولاء للقاعدة على خلفية الهزيمة التي لحقت بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية. ويبدو أن الضربات التي يتلقاها التنظيم المتطرف في سورية والعراق، حوّلت فرعه المصري إلى الأكثر نشاطاً، فيما قواعده في العراق وسورية  في حالة تراجع.

 

 

المزيد ضمن العدد 2543