من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•قرّر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الموافقة على خطط لبناء 2500 وحدة سكنية ما وراء الخط الأخضر. يبدو أن المسؤول عن إعلان الرجلين شخصان آخران هما: دونالد ترامب ونفتالي بينت.
•مع خروج باراك أوباما من البيت الأبيض انفتحت آفاق جديدة أمام المستوطنين: فقد دُعي ممثلون عنهم إلى حضور حفل تنصيب ترامب، والسفير الأميركي الجديد ديفيد فريدمان يعتبر واحداً منهم. صحيح أن نتنياهو حذّر في الفترة الأخيرة من أعمال قد تُفاجئ ترامب قبل لقاء الاثنين المرتقب الشهر المقبل، لكن من ناحية رئيس الحكومة ووزير الدفاع فإن البناء داخل "الكتل" ليس من المفترض أن يزعج الرئيس الجديد.
•لكن ليس ترامب وحده هو المسؤول عن تغير سياسة الحكومة، فنتنياهو وليبرمان يشعران بالضغط المتزايد عليهما من جانب بينت. ويستغل رئيس "البيت اليهودي" في هذه الأيام الاهتمام بالنشر المرتقب لتقرير مراقب الدولة بشأن أداء المجلس الوزاري في عملية "الجرف الصامد"، من أجل مهاجمة رئيس الحكومة على أدائه السيئ في تلك الفترة. كما يتحدى بينت نتنياهو فيما يتعلق بالسياسة المتبعة حيال حركة "حماس" في غزة، ونمط إدارة المعركة، وأهدافها.
•ولا يكتفي بينت بذلك، فهو يطالب بضم معاليه أدوميم وشرعنة نهب الأراضي، وقريباً سيؤيد سكان عمونه في رفضهم عملية إخلائهم المتوقع. يدرك نتنياهو الذي أصابه الضعف من جرّاء التحقيقات معه، أنه حتى مع قوله إنه "لن يحدث شيء لأنه لا يوجد شيء"، فإن الصراع على زعامة اليمين داخل الليكود وخارجه يتصاعد. ليبرمان أيضاً يرى استطلاعات الرأي ويحاول أن يثبت أنه لا يرتكب خطيئة اعتدال مبالغ فيه.
•ليست الاعتبارات الحقيقية التي تتعلق بمصلحة الدولة هي ما يوجه نتنياهو وليبرمان، فالاثنان يصغيان لليمين لمعرفة اتجاه هبوب الرياح. وفي الواقع، فإن استطلاعات الرأي والانتخابات المقبلة أكثر أهمية لهما من إدانات أوروبية أو إحباط فلسطيني. والأهم بالنسبة لهما تفهم ضائقة المستوطنين ومراعاة مجلس يهودا والسامرة الذي يشعر بخيبة أمل شديدة من القرار الحالي، الذي يعتبره بمثابة "ذر الرماد في العيون.. ويتعين على حكومة إسرائيل الموافقة على جميع الخطط الموجودة على الطاولة وإصدار جميع مناقصات البناء في جميع أنحاء يهودا والسامرة [الضفة الغربية] ووادي الأردن".
•لقد تحولت دولة إسرائيل إلى رهينة بأيدي زعماء ينشغلون طوال الوقت باعتبارات سياسية ضيقة تتعلق ببقائهم. يعلم نتنياهو أن البناء المكثف في المستوطنات - داخل الكتل أو خارجها - سوف يدهور إسرائيل إلى أمر واقع مضمونه دولة ثنائية القومية ستضطر إلى الاختيار بين أن تكون دولة ديمقراطية أو أن تكون دولة أبرتهايد. يعلم نتنياهو ذلك، لكن هذا لا يهمه. بينت يلاحقه وهو بحاجة إلى البقاء في منصبه. في هذه الأثناء الدولة تنتظر.