تأييد المعسكر الصهيوني طرد باسل غطاس من الكنيست خطوة شائنة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•إن أحد أكثر القوانين إثارة للخزي التي شرعها الكنيست يوشك أن يطبق. فللمرة الأولى في تاريخ الكنيست تلوح إمكانية طرد عضو حالي فيه بأصوات زملائه المشرعين. فقد أيد 70 عضو كنيست طرد زميلهم باسل غطاس (القائمة المشتركة) بعد اتهامه بتهريب هواتف نقالة إلى أسرى أمنيين. وإذا جرى طرد غطاس فعلاً، فإن القرار سيستند أيضاً إلى أصوات أعضاء كتلة المعسكر الصهيوني التي قررت بالأمس السماح لأعضائها بالتصويت لصالح طرد غطاس من الكنيست.

•ينصّ قانون الطرد الذي شُرع في الصيف الماضي على أن في استطاعة الكنيست طرد عضو منه بسبب التحريض على العنصرية أو تأييد الكفاح المسلح. لكن حتى بموجب نص هذا القانون، فإن ذلك لا ينطبق على غطاس الذي لم تثبت إدانته بعد، وثمة شك في أن الاتهامات الموجهة ضده تتطابق مع المعايير التي نص عليها قانون الطرد.

•ليس من المفاجئ تأييد كتل اليمين طرد غطاس، فهي التي سنت هذا القانون بالتحديد من أجل هذا الغرض: طرد أعضاء عرب من الكنيست. كما أن تأييد كتلة يوجد مستقبل للطرد يجب ألا يفاجئ أحداً، فرئيس الكتلة يائير لبيد يحاول منذ وقت طويل شق طريقه السياسي نحو القمة على أجنحة التحريض والتمييز ضد العرب، وهذا ما يبدو السلاح الأكثر نجاعة الذي يمكن من خلاله جمع الأصوات في إسرائيل.

•وفيما يتعلق بالتحريض، فإن لبيد لا يقل سوءاً عن بنيامين نتنياهو في كونه من أكبر المحرضين ضد العرب. وأيضاً أعضاء كتلة لبيد فقدوا منذ زمن الخجل والاستقلالية بتجاوبهم الأعمى والآلي مع قرارات زعمائهم في الانتهازية. بعضهم يعرف جيداً مدى خطورة قانون الطرد ومدى وضاعة طرد عضو كنيست لم تدنه المحكمة بعد، لكن صوتهم يصمت صمت القبور أمام رهبة الزعيم.

•والآن تتبع كتلة المعسكر الصهيوني كتلة يوجد مستقبل. لم نكن نتوقع مثل هذه الحقارة من المعسكر الصهيوني. إن قول رئيس المعسكر يتسحاق هيرتسوغ شخصياً بعد إقرار قانون الطرد إن هذا القانون يشكل "وصمة عار على جبين حكومة الكراهية"، لم يردعه عن الإعلان أول من أمس، أنه يؤيد تطبيق وصمة العار وطرد عضو الكنيست غطاس. وسارع عدد من أعضاء الكتلة إلى إعلان أنهم سيصوتون مع الطرد.

 

•إن وصمة العار هذه تلطخ حالياً كتلة المعسكر الصهيوني كله. ومن خلال قرار السماح لأعضاء الكنيست في الكتلة برفع أيديهم تأييداً لقانون الطرد- لأن الموافقة تتطلب 90 صوتاً - تكون الكتلة جلبت على نفسها عاراً لن ينسى. وهذه ليست المرة الأولى التي تنجر فيها الكتلة وراء اليمين المتطرف والوسط الشعبوي، كما أنها ليست المرة الأولى التي تخون فيها وظيفتها بوصفها المعارضة الرئيسية، وليست هذه المرة الأولى كذلك التي تثبت أن المعسكر الصهيوني بزعامة يتسحاق هيرتسوغ قد أضاع طريقه تماماً.

 

 

المزيد ضمن العدد 2536