تنظيم "داعش" يرفع رأسه في العاصمة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•ثمة حاجة إلى التعرف على الملامح الشخصية للمهاجمين المتأثرين بداعش أو المنضوين في صفوف التنظيم من العرب في إسرائيل ومن القدس الشرقية: فادي القنبر، القاتل ابن الـ28 عاماً من جبل المكبر، الذي دهس حتى الموت هذا الأسبوع أربعة جنود منهم ثلاث جنديات، هو أب لطفل رضيع. وسام وصابرين زبيدة من سخنين، المتهمان بالانضمام إلى تنظيم داعش في العراق، لديهما ثلاثة أطفال صغار. إيمان كنجو، من سكان شفاعمرو التي خططت للانضمام إلى داعش في الخارج، حائزة على شهادة دكتوراه في موضوع الإسلام ومتزوجة من إمام أحد مساجد البلدة وأم لخمسة أولاد، واثنتان من بناتها طالبتا طب.

•يختلف هؤلاء وأمثالهم عن صورة المهاجم النموذجي الذي نعرفه منذ "انتفاضة الأفراد". ليس كلهم كهؤلاء، أغلبيتهم أكبر سناً، هم في الثلاثين من العمر أو أكثر، متزوجون ولديهم أولاد. وهم ليسوا عاطلين عن العمل، وقسم منهم لديه وظائف محترمة وهم مرتاحون من الناحية الاقتصادية. كثيرون من بينهم وقعوا تحت سحر ايديولوجيا داعش الشمولية بعد تعرفهم إليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وفي المساجد أو في محيط سكنهم. بعضهم حاول القيام بهجمات خطيرة في إسرائيل. العديد منهم انتسب إلى داعش وسافر إلى تركيا وحاول الوصول إلى سورية أو العراق. بعضهم جُرح أو قُتل. وقسم منهم عاد إلى البلد وأُحيل إلى المحاكمة وسُجن. ليسوا كلهم من الراشدين، أحدهم في الـ22 من العمر خدم كجندي في غفعاتي ومن عائلة معروفة جيداً في البلد.

•القنبر هو واحد في قائمة طويلة ومثيرة للقلق من العرب في إسرائيل ومن القدس الشرقية الذين أوقفوا أو حوكموا في السنوات الأخيرة من جراء انضمامهم إلى داعش أو محاولتهم التخطيط للقيام باسم التنظيم بهجمات في إسرائيل. حتى الآن هم براعم لا تعكس المناخ السائد وسط العرب في إسرائيل والقدس الشرقية. لكن على الرغم من ذلك، فإن الارتفاع في عدد المخربين الإسرائيليين (مواطنين أو من سكان إسرائيل) المتأثرين بآراء التنظيم أو الذين حاولوا فعلاً الانضمام إلى صفوف التنظيم في سورية وفي العراق، هو ارتفاع دراماتيكي، خاصة في القدس الشرقية وفي الجليل.

•وبالاستناد إلى أرقام الشاباك، جرى خلال سنة 2015 اعتقال، والتحقيق مع، أو محاكمة 41 مواطناً إسرائيلياً. وفي سنة 2016 اعتُقل 70 مواطناً إسرائيلياً يتماهون مع داعش، وقدمت ضد قسم منهم لوائح اتهام. كما أن توزعهم الجغرافي مثير للاهتمام بصورة خاصة: 30 منهم  من سكان الجليل، و30 من سكان القدس الشرقية وعدد قليل من النقب، وبالاستناد إلى الشاباك عدد كبير منهم متورط بأنشطة إجرامية.

•صورة القنبر يمكن ربطها بعدد من الأشكال والخصائص: فقد قلد في أسلوب هجومه هجمات الشاحنات وعمليات الدهس في برلين، وفي أوهايو وفي نيس. وهو استمرار "للتقليد" الفتاك لعمليات الدهس التي وقعت في القدس والتي نفذها سكان من جبل المكبر بعدما حولوا سياراتهم إلى أداة للقتل: محمد نايف جعبيص، الذي قتل عابر سبيل وجرح آخرين في حي شموئيل النبي بواسطة جرافة قبل سنتين؛ قاسم مغربي، الذي دهس بسيارته مجموعة أشخاص في ساحة الجيش الإسرائيلي في القدس سنة 2008؛ علاء أبو جمل، منفذ عملية الدهس في ساحة ملوك إسرائيل في القدس، وقريب لعائلة قتلة آخرين من جبل المكبر - غسان وعدي أبو جمل اللذين نفذا هجوماً في حي هار نوف في سنة 2014.

•وكما كُتب هنا سابقاً بإسهاب، فقد تحول جبل المكبر إلى أحد مصدرين بارزين للإرهاب في القدس الشرقية. خلال سنة 2015 وحدها نفذ سكانه ست هجمات، كما اعتُقل أيضاً مشتبه بهم آخرون من البلدة بتهمة التخطيط لهجمات.

•ووقع هجوم خطير في خط 78 في حي أرمون هنتسيف في القدس في تشرين الأول/أكتوبر 2015 قام به بلال غانم وبهاء عليان. وقتل في هذا الهجوم ثلاثة أشخاص وجُرح سبعة. هناك هجوم آخر خرج من هذه القرية العربية هو المذبحة التي تعرض لها تلامذة يشيفات مركز هراف، حيث قُتل ثمانية من تلامذة اليشيفا.

•حقيقة أن يخرج من خط إنتاج الإرهاب في جبل المكبر مخرب قريب من داعش هو أمر استثنائي، فالقوة المسيطرة في القرية- كما في العديد من الأحياء في القدس الشرقية المهملة من جانب إسرائيل في كل ما يتعلق بالبنى التحتية الأساسية وبالخدمات - هي تحديداً حركة "حماس"، كما أن هناك حضوراً لحركة "فتح". ويعيش في القرية نحو 31 ألف شخص من خمس عشائر مختلفة. ويعمل العديد من سكان القرية في إسرائيل، ويشبه نمط حياتهم وسلوكهم العرب في إسرائيل.

•هذه الازدواجية التي في جبل المكبر تسيطر أيضاً على العديد من أحياء المدينة العربية: أغلبية السكان لا علاقة لهم بالإرهاب والتحريض، وجزء آخر يمرون بعملية أسرلة، لكن المتشددين العاملين في الإرهاب أو الذين يقدمون الدعم له، هم الذين يشكلون الواقع.

•إن حقيقة عدم انتماء المخرب الذي قام بعملية الدهس إلى حركة "فتح" أو "حماس" لم تبلبل الحركتين اللتين ردتا بصورة تلقائية. فقد ادعى رئيس لجنة الإعلام في مكتب التعبئة والتنظيم في "فتح" أن الهجوم هو نتيجة الاحتلال الإسرائيلي. وهنأت حركة "حماس" على تويتر "عملية الشاحنة البطولية والجريئة التي جاءت رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي". 

•عملياً، ليست هناك إمكانية لفرض قيود أو مراقبة مركبات يحاول مهاجمون أفراد من العرب في إسرائيل أو من العرب في الضفة الغربية استخدامها كسلاح قاتل. من الممكن توقيف من يلمح في شبكات التواصل الاجتماعي عن نياته ولو بصورة ضعيفة. لكن القنبر لم يظهر على الشبكة، وتدينه لم يلمح إلى نياته. 

•لقد وقع أول هجوم دهس في شباط/فبراير 1987 في مخيم عسكر للاجئين في نابلس خلال الانتفاضة الثانية، وخلال السنوات التي تلتها (2000-2008) وقع نحو 20 هجوم دهس أدى إلى مقتل 15 شخصاً. خلال 2012-2013 وقع بضع هجمات دهس، لكن الاستخدام الواسع لهذه الوسيلة حدث خلال موجات الإرهاب الأخيرة: من تشرين الأول/أكتوبر 2015 وحتى اليوم وقع 38 هجوم دهس من مجموع 277 هجوماً كبيراً. وتأمل مراجع أمنية أن لا يبشر هجوم الشاحنة الذي وقع هذا الأسبوع بهجمات مشابهة أخرى في وقت قريب.