من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•قررت الجمعية العمومية في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي انشاء آلية دولية لجمع الشهادات والاعداد لدعاوى في المستقبل ضد المسؤولين عن جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية حدثت في سورية منذ نشوب الحرب الأهلية قبل نحو ستة أعوام. إن القرار الذي حظي بأغلبية كبيرة، لن ينقذ مئات الآلاف من ضحايا نظام الأسد، ولن يعيد ملايين اللاجئين إلى منازلهم، لكنه يوضح رغبة المجتمع الدولي في محاسبة المسؤولين عن المجازر والطرد الجماعي.
•لقد قرر رئيس الحكومة ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو عدم مشاركة إسرائيل في التصويت. إنه نتنياهو الذي يهاجم المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة "لأنها لا تفعل شيئاً" من أجل وقف المجزرة في سورية وتركز فقط على إسرائيل، هو نفسه مَن طلب من سفارة إسرائيل عدم اتخاذ موقف من مسؤولية القتلة خارج الحدود.
•كيف يمكن لنصير العدالة نتنياهو، الذي ليس هناك من يزعجه نفاق المجتمع الدولي أكثر منه، أن يتهرب من مناقشة المسؤولية الجنائية للسفاحين خارج الحدود؟ هل هذا الرجل الذي يحذر دائماً من محرقة ثانية لا تهمه، ببساطة، معاناة السوريين الرهيبة؟ أم هناك دوافع أخرى لتهربة المخزي من التصويت في الأمم المتحدة؟
•لقد طرحت مخاوف في النقاشات الداخلية في القدس. من بينها أن يضر التصويت الإسرائيلي بالعلاقات مع روسيا، التي يحارب جيشها إلى جانب الأسد ويمنحه رئيسها دعماً دبلوماسياً. وعندما تكون رادارات فلاديمير بوتين وصواريخه المضادة للطائرات قادرة على ملاحقة أي طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في الشمال، ليس من المفيد التشاجر مع موسكو. أما التخوف الثاني فهو حدوث سابقه اجرائية تسهل اتخاذ قرارات ضد إسرائيل في المؤسسات الدولية، وربما أيضاً التحقيق مع إسرائيليين ورفع دعاوى ضدهم. لقد سبق وأن حذر نتنياهو شخصياً من أن قانون مصادرة أراض فلسطينية خاصة من أجل بناء بؤر استيطانية يمكن أن يجر زعماء إسرائيل إلى محكمة العدل العليا في لاهاي. لكن عندما أوصى الطاقم المسؤول في وزارة الخارجية بالتصويت مع الاقتراح على الرغم من هذه المخاوف، من أجل التعبير عن موقف إسرائيل الأخلاقي والعادل، رفض نتنياهو توصيتهم.
•في اللحظة الحاسمة قرر نتنياهو الوقوف إلى جانب السفاح الأسد والمؤيدين له من الإيرانيين واللبنانيين والروس وليس إلى جانب ضحاياهم. ولا تستيقظ أخلاق رئيس الحكومة إلا عندما يعترض المجتمع الدولي على المستوطنات الإسرائيلية في المناطق [المحتلة]. عندها يمكن تذكير الأمم المتحدة بالفظائع في سورية و"الكشف عن وجهها الحقيقي". لكن عندما تصبح المسؤولية بين يديه فهو يتصرف تماماً مثل السياسيين الآخرين الذين وقفوا متفرجين وصمتوا على الجرائم ضد الانسانية دفاعاً عن مصالحهم. في المرة المقبلة التي يهاجم فيها نتنياهو نفاق الأمم المتحدة يجب أن ينظر إلى نفسه في المرآة.