تأجيل اقتراح مصر ضد الاستيطان في مجلس الأمن إنجاز لإسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•إن الإنجاز الذي حققته أطراف في إسرائيل المتمثل في تأجيل تقديم اقتراح قرار مصري [ضد الاستيطان] في مجلس الأمن في اللحظة الأخيرة، يجب ألا يحجب حقيقة أن ما جرى هو دعوة للحكومة الإسرائيلية الحالية إلى الاستيقاظ. إن الجهود الاستثنائية التي بذلها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالأمس لوقف التحرك- الداعي إلى وقف الاستيطان، واعتبار المستوطنات غير قانونية، والتمييز بينها وبين إسرائيل- فيما يلوح في الخلفية خطر ملموس هو امتناع الأميركيين عن استخدام الفيتو، أظهر أن مسؤولي دولة إسرائيل فوجئوا بالتطورات.

•ليس غريباً أن بدت إسرائيل غير مستعدة: فبعد الشعور العارم بالفرح الذي أثارته هوية السفير الأميركي المعين في أوساط اليمين الإسرائيلي، والتعهدات بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والتوقعات بشأن إدارة مؤيدة للمستوطنات، يمكن القول إن نتنياهو ذهب لينام مع دونالد ترامب ليستفيق مع باراك أوباما. وفي الطريق إلى هذا الاشتباك، ارتكبت إسرائيل وخاصة نتنياهو، مجموعة أخطاء تكتيكية وخطأ استراتيجياً كبيراً: الاستيطان في أرض محتلة بقصد ضمها، وذلك بخلاف القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن في الأمم المتحدة.

•وآخر الأخطاء التكتيكية، تحريك إجراءات تشريع قانون مصادرة الأراضي الذي معناه ترسيخ الاحتلال بواسطة القانون. إن هذا القانون بالإضافة إلى التصريحات المتطرفة في إسرائيل بشأن التوجه المتوقع لإدارة ترامب في شأن النزاع، هما كما يبدو السبب الأساسي وراء تحرك المجتمع الدولي الآن.

•لم يخف أوباما قط عن نتنياهو مطالبته بتجميد البناء في المستوطنات، انطلاقاً من إنه عندما تجري مفاوضات سلام يجب ألا يكون الوضع في المناطق أمراً لا عودة عنه. واستجاب نتنياهو جزئياً لهذا الطلب لفترة معينة، لكنه في ما بعد انتقل إلى سلوك اعتُبر أنه لا يمكن التسامح معه - خطب ضد  أوباما في مجلس النواب الأميركي وفي الأمم المتحدة، المنبر الذي يتخوف الآن من أن يتلقى فيه ضربة مباشرة على يد رئيس الولايات المتحدة المنتهية ولايته.

•في الوقت الراهن يبدو أن الخطر لم يعد مطروحاً على جدول الأعمال، لكن يتعين على إسرائيل أن تصغي إلى صوت العالم الآتي من الأمم المتحدة. ومن دون صلة بمسألة الفيتو وبمدى تأييد هذا الرئيس الأميركي أو ذاك للمستوطنات، يجب على إسرائيل البدء بالسير في مسار أكثر أخلاقية: وقف الاستيطان وتوفير بنية تحتية مريحة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. لا يوجد بديل آخر عن ذلك.