أعلن في واشنطن مساء أمس (الخميس) أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أوعز إلى بعثة بلاده لدى الأمم المتحدة بتأجيل طرح مشروع القرار الداعي إلى تجميد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في المناطق [المحتلة] في مجلس الأمن الدولي والذي كان من المقرّر التصويت عليه الليلة الماضية.
وقال دبلوماسي غربي في المنظمة الدولية في تصريحات خاصة أدلى بها إلى وكالة "رويترز "للأنباء، إن الرئيس المصري تحادث هاتفياً أمس مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وتناول الحديث مشروع القرار المصري المُقدم إلى مجلس الأمن باسم مجموعة الدول العربية والذي يطالب إسرائيل بالكف عن أي نشاط استيطاني في المناطق [المحتلة] ويدعوها إلى وقف العنف ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأكد الناطق بلسان الرئاسة المصرية هذا النبأ وأشار إلى أن السيسي وترامب اتفقا على وجوب منح الإدارة الأميركية الجديدة الفرصة لمعالجة جميع أبعاد القضية الفلسطينية سعياً إلى تحقيق تسوية دائمة للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.
وقبل ذلك دعا ترامب الإدارة الأميركية إلى استخدام الفيتو لإسقاط مشروع هذا القرار.
وأشار ترامب في بيان له إلى أن موقف الولايات المتحدة الثابت يقضي بأن الطريق الوحيد لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين هو التفاوض المباشر وليس الإملاءات الأممية.
وعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية أمس اجتماعاً خُصّص لمناقشة مشروع القرار المصري.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع إن الادارة الأميركية الحالية خططت منذ مدة للامتناع عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الخاص بالمستوطنات، وأشار إلى أنها نسقت هذه الخطوة مع الفلسطينيين.
ونقلت وكالة "رويترز" عن هذا المسؤول الذي لم تكشف عن هويته قوله إن إسرائيل أبلغت مسبقاً إدارة الرئيس باراك أوباما نيتها تقديم طلب إلى الرئيس الأميركي المنتخب ترامب كي يتدخل في هذا الشأن، وأنها توجهت فعلاً إلى مسؤول كبير في طاقم ترامب بهذا الخصوص.
وأكد هذا المسؤول الإسرائيلي أن القدس تعتبر نية إدارة أوباما الامتناع عن التصويت محاولة لفرض قيود على سياسة الإدارة الأميركية الجديدة.
وأصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس بياناً أكد فيه أن استعداد الولايات المتحدة خلال سنوات طوال لاستخدام الفيتو ضد القرارات المعادية لإسرائيل في الأمم المتحدة، يشكل أحد أركان التحالف الإسرائيلي- الأميركي. وأعرب عن أمله ألا تنبذ الولايات المتحدة هذه السياسة وتلتزم المبادئ التي حددها الرئيس أوباما نفسه في الكلمة التي ألقاها في الأمم المتحدة سنة 2011 وفي مقدمها أن السلام لن يتحقق من خلال القرارات الأممية بل من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين.
وشدّد نتنياهو على أن مشروع القرار المقترح بشأن الاستيطان سيئ لإسرائيل وللولايات المتحدة وسيضر بالسلام.