اغتيال السفير الروسي في أنقرة لن يؤدي إلى تدهور العلاقات بين البلدين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف اليوم (الاثنين) في أنقرة لن يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الدولتين لأنهما تحتاجان إلى بعضهما في الشأن السوري. لقد ساعد الأتراك الروس في إنهاء الحصار على حلب بنجاح، بإقناع تنظيمات المتمردين السوريين بتسليم سلاحهم والخروج من الأحياء الشرقية. وبالإضافة إلى ذلك، تركيا بحاجة إلى روسيا لتزويدها بالغاز والوقود، كما تحتاج تركيا إلى السياح الروس. ثمة مصالح مشتركة كثيرة بين الدولتين، ولهذا السبب تخطت الدولتان حادثة إسقاط الطائرة الروسية قبل سنة على يد طائرة حربية تركية، وبدأتا عملية مصالحة كانت ذروتها إنهاء حصار حلب.

•لكن اغتيال السفير الروسي من شأنه إحراج الرئيس أردوغان سواء داخل تركيا أم في الساحة الدولية. فمن الواضح منذ الآن أن الذي نفذ الاغتيال هو رجل أمن تركي. ومع أنه لم يكن الحارس الشخصي للسفير، فإن حقيقة حيازته سلاح شرطي وبطاقة شرطي هي التي سمحت له بالدخول إلى المحيط القريب من السفير وقتله. وهذا يعني أن السلطات التركية كانت غافية عن الرقابة ولم تتشدد في فحص رجال الأمن كما يجب، وبخاصة في منطقة أنقرة.

•لقد رفع المهاجم إصبعه نحو الأعلى، وهذه حركة إسلامية مغزاها الإيمان بإله واحد، وتتميز بها تنظيمات إسلامية متشددة بصورة عامة، وليس تنظيم داعش فقط. وليس من الواضح حالياً معرفة ما إذا كان المهاجم عضواً في تنظيم داعش أو في تنظيمات متطرفة أخرى لها علاقة بسورية، أم أنه مر بعملية تطرف خلال وجوده في وظيفته.

•على أية حال كان يتعين على المسؤولين عن الشرطي وزملائه أن يشعروا بذلك وأن يحذروا منه. وكان ينبغي أيضاً أن تكون هناك عملية منظمة للأجهزة الأمنية من أجل مراقبة عناصرها كما يجري مثلاً في إسرائيل، لكن على ما يبدو هذا لم يحدث.

•لقد خطط مطلق النار لهجومه ولم يكن نتاج فورة غضب. ويضع هذا الأمر الحكومة التركية في موقع المذنب وتحت جرم عدم حماية دبلوماسي أجنبي داخل أراضيها. وتعتبر هذه التهمة منذ أيام السلطنة التركية جريمة خطيرة جداً. إن حماية أجنبي، خاصة إذا كان مندوباً رسمياً لحكومة أوروبية هو واجب مقدس تقريباً. وأردوغان الذي يعتبر من أنصار العثمانية الجديدة في وضع خطير للغاية ولا سيما أن هذه الجريمة وقعت خلال عهده.

•تركيا ممزقة حالياً بسبب موجة الإرهاب التي لها مصدران: الأكراد وداعش. في الحالة الراهنة الأكراد ليسوا متهمين، لكن عجز الحكومة التركية عن مواجهة الإسلاميين، بينما الحكومة هي أيضاً إسلامية، يفرض على أردوغان القيام بتطهيرات واسعة في أجهزته الأمنية إرضاء لبوتين وتلبية لحاجات الأمن الداخلي في بلاده.

•من شبه المؤكد أن الروس سيقومون بأمرين. الأول أنهم سيطالبون بالسماح لحراس أمن روس بحماية دبلوماسييهم والسماح لهم بحمل سلاحهم خارج السفارة. وهذا الطلب مهين بالنسبة للأتراك ويؤكد على عجز أردوغان.

•الخطوة الثانية التي سيقوم بها الروس ستكون تكثيف القصف ضد المتمردين السوريين وضد تنظيم داعش. وستشير نتائج التحقيق التركي إلى التنظيم أو المجموعة التي ينتمي إليها المهاجم، وسيستخدم الروس الذين يملكون قوة جوية وبحرية كبيرة في سوريا ومقابل شواطئها هذه القوة بكثافة من أجل تصفية الحساب معهم ومع تنظيمات إسلامية أخرى، كما سيطالبون الحكومة التركية بمعاقبة تنظيمات إسلامية تنشط في أراضيها.

•وفي الخلاصة، فإن أردوغان سيزيد من عمليات التطهير داخل قواه الأمنية التي تجري بصورة متسارعة منذ فشل الانقلاب ضده، وسيحاول إرضاء الروس.

 

•يعتبر اغتيال سفير عمل إجرامي خطير ترد عليه دول العالم بشدة، وفي بعض الأحيان تشن حرباً. لقد شنت إسرائيل حرب لبنان الأولى [سنة 1982] بسبب محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن شلومو أرغوف. ليس لدى الروس حتى الآن عنوان واضح، لذا فهم سيزيدون ضرباتهم من الجو والبحر ضد تنظيمات المتمردين في سورية، وسيطلبون من أردوغان القيام بالأمر عينه في بلاده. وبذلك يستطيعون الانتقام من دون الإساءة إلى العلاقات التي بدأت تزدهر بين الدولتين.