من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•في مدينة حلب "تحتضر الإنسانية" بحسب الوصف الدقيق والمؤلم لموفد الأمم المتحدة في سورية. فقد قتل العشرات منذ إعلان وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء، الذي انهار بعد أقل من يوم. آلاف السكان أسرى منازلهم، وهم يتعرضون للقصف على يد الروس والسوريين، وتقتل ميليشيات إيرانية وسورية مدنيين في منازلهم بصورة عشوائية، والباصات التي كان من المفترض أن تنقذهم من الجحيم لم تستطع الاقتراب من المدينة.
•دعوات الاستغاثة المذعورة التي ينجح سكان في إرسالها من هواتفهم النقالة تتلاشى، والخوف على مصيرهم يترجم بإدانات من كل العالم من دون اتخاذ أي خطوة عملية لإنقاذهم.
•المجتمع الدولي الذي تشارك فيه دول غربية وعربية يشاهد بغضب مسرحية الرعب هذه من دون أن يستطيع حشد الدعم لأي خطوة ضد الإجرام الوقح للنظامين الروسي والسوري. وكما في أنحاء أخرى من العالم جرت أو تجري فيها مذابح، فإن المنطق السياسي يتغلب على الدافع الإنساني. إن دخول قوات إلى سورية معناه الدخول في مواجهة عنيفة مع روسيا وربما حتى مع إيران، وقصف قواعد الجيش السوري يمكن أن يؤدي إلى عمليات مشابهة ضد قواعد استراتيجية للغرب.
•لا أحد يريد التورط في حرب عالمية ثالثة بسبب مدينة عربية. وليس هناك حكومة ترغب في التضحية بأبناء شعبها من أجل هدف ليس موجوداً ضمن بنك الأهداف الاستراتيجية. إن الحرب الدائرة في حلب ليست حرباً ضد تنظيم داعش، لكن لدى المجتمع الدولي كما لدى إسرائيل خيارات أخرى. شن حرب دبلوماسية ضد روسيا مثل تلك التي حدثت من جراء الحرب في أوكرانيا يمكن أن يفيد، وهنا تستطيع إسرائيل أيضاً المساعدة. فالدولة التي نجحت في تجنيد العالم ضد إيران قادرة على إيقاظ الرأي العام الدولي والضغط على زعماء العالم. نعم إنه الوقت الذي يجب أن نتذكر فيه المحرقة النازية. تستطيع إسرائيل، لا بل يجب عليها، تشجيع الجالية اليهودية خاصة في الولايات المتحدة على استخدام قوتها. ويستطيع نتنياهو أن يستفيد من علاقاته الودية مع ترامب.
•يتعين على إسرائيل اقتراح استيعاب آلاف اللاجئين السوريين والمساهمة في الجهد الدولي لمساعدة المحاصرين. إن إسرائيل التي تغص باللاجئين من إريتريا ومن السودان من واجبها التاريخي ألا تغير توجّهها. وعلى الأقل من الضروري أن يوجه رئيس الحكومة صوته إلى العالم وأن يضم إسرائيل إلى كل من يرى في روسيا وسورية مجرمتي حرب.