•عندما ترفض إسرائيل الخضوع والتنازل عن حقوقها فهناك دائماً من يحاول ترهيبها بردة فعل العالم. عندما دفع بيغن بتطبيق السيادة الإسرائيلية على الجولان - قال معارضوه إن المجتمع الدولي سيهاجم إسرائيل. وعندما وسّع شامير الاستيطان في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] - قال معارضوه إن هذا سيجلب علينا غضب أفضل الأصدقاء. وعندما أصر نتنياهو على القدس وعلى الاعتراف بالدولة اليهودية - توقع له معارضوه عزلة ديبلوماسية.
•لكن شيئاً من هذا لم يحدث. يكفي استعراض قصير لما حدث في جبهات سياسية مختلفة كي نفهم أن إسرائيل تمر بمرحلة سياسية جديدة. لم تتبلور بعد الإدارة الأميركية الجديدة، لكن من الواضح أن ترامب ومن حوله تتطابق وجهات نظرهم مع وجهات نظر رئيس الحكومة الإسرائيلية. دول عظمى أخرى مثل روسيا والصين والهند تجري معنا حوار الند للند وترغب بالتعاون معنا في شتى المجالات. وحتى الذي يختلف معنا أصبح يعتقد أنه لا يمكن فرض تنازلات على إسرائيل هي لا تريدها.
•هناك دول وزعماء أجانب يتوددون إلى إسرائيل ومن بينهم دول من العالم الإسلامي المعتدل. وضمن هذا السياق تأتي الزيارة التاريخية لنتنياهو إلى كازاخستان التي من المتوقع أن تفتح أمام إسرائيل فرصاً كبيرة. كازاخستان دولة خاصة ومميزة من حيث أهميتها سواء بالمعنى الاقتصادي (بسبب مكانتها في السوق العالمية للطاقة)، أو بالمعنى الاستراتيجي فهي لاعب مهم في المنتديات الإقليمية والدولية التي تضم أكثر من 70 منظمة واتحاد دولي. وهي ستتحول خلال العامين المقبلين إلى عضو في مجلس الأمن.
•تبدو إسرائيل وكازاخستان تكملان بعضهما بعضاً. فإسرائيل الصغيرة في مساحتها تستطيع أن تصدّر إلى الدولة الكبرى في آسيا الوسطى تكنولوجيا زراعية متقدمة لا يوجد مثيل لها في العالم. وتستطيع كازاخستان الاستعانة بإسرائيل في مجالات الطبابة والاتصالات وبالطبع الأمن. طوال سنوات نجحت القيادة الكازاخية في خنق بذور التطرف الإسلامي الآتي من الدول المجاورة، لكن تهديد الإرهاب من وسط آسيا يزداد والتجربة الإسرائيلية ستساعد كازاخستان. وبصورة عامة فإن المزج بين المعرفة الإسرائيلية وموارد كازاخستان يمكن أن يحقق معجزات في كل فروع الاقتصاد.
•إن مجرد وقوف دولة إسلامية مهمة إلى جانب إسرائيل هو إنجاز مهم للسياسة الخارجية لرئيس الحكومة. إن مثل هذه الزيارة الناجحة ستساهم في تطوير العلاقات وستتحول إلى نقطة انطلاق في تحسين المكانة السياسية لإسرائيل في آسيا وربما خارجها أيضاً.