ما هي أبرز الخصائص الفريدة لطائرة "إف 35" الأكثر تطوّراً
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•"عززت دولة إسرائيل بوليصة تأمينها في مواجهة خطر التهديد الوجودي"- هذا هو باختصار عنوان الحدث الذي سيجري اليوم في قاعدة سلاح الجو "نفاطيم" في منطقة النقب. طائرتا "أدير" ["العظيم" وهو الاسم الذي يُطلق في سلاح الجو الإسرائيلي على الطائرة الهجومية المقاتلة من طراز "إف 35"] اللتان ستهبطان هناك في ساعات الظهيرة، ستشكلان إعلاناً عن بداية عهد جديد في سلاح الجو وفي عظمة الجيش الإسرائيلي العسكرية. ثمة هنا بالتأكيد سبب وجيه للارتياح وللكبرياء الوطني. 

•حينما حطّت هنا طائرات "إف 15" الأولى قبل 40 سنة بالضبط، قال رئيس هيئة أركان الجيش آنذاك مردخاي (موطي) غور، إن هذه الطائرات سوف تغيّر وجه الدولة. لم يحدث هذا آنذاك ولن يحدث ذلك الآن أيضاً. لقد كبرنا وعقلنا منذ ذلك الحين فأدركنا أن الوسائل القتالية لا تغيّر السياسة. لكن ما يهبط في النقب اليوم ليس مجرد طائرة حربية متطورة. إنها منظومة سلاحية ستؤثر التكنولوجيا المستترة فيها على سلاح الجو الإسرائيلي بشكل جوهري بدءاً بالتغييرات المستوجَبة في عقيدته القتالية وانتهاء بعمليات التصنيف والتأهيل المختلفة للطيارين، فطيارو الجيل الخامس الذين سيقودون "العظيم" مُطالبَون منذ الآن بامتلاك مؤهلات أخرى إضافة إلى تلك التي تتوفر لدى الطيارين الحربيين من الجيل الرابع. 

•تمتاز هذه الطائرة ["إف 35"] بخصائص فريدة فهي "ترى" و"ترعى". إنها تتمتع بالقدرة على جمع المعلومات عن "الميدان" الجوي في مساحات وأبعاد لا تبلغها أي منظومة سلاح مفردة أخرى في سلاح الجو، فجهاز الرصد والكشف [الرادار] والمجسات في هذه الطائرة ترى عدداً من الأهداف على مسافة بعيدة بما يفوق قدرة أي طائرة حربية أخرى. وتستطيع هذه الطائرة إصابة طائرة العدو حتى قبل أن تلمحها تلك الطائرة. غير أن عظمة هذه الطائرة الحقيقية تكمن في قدرتها على "الرعي" - قيادة "قطيع" من الطائرات. ومثل الراعي الذي يعزف على الناي، تقوم هذه الطائرة بنقل كل المعلومات المتراكمة لديها عن التهديدات والأخطار في ميدان القتال إلى القطيع الذي يسير خلفها والذي قد يشمل طائرات كثيرة. ولهذا، فإن طيار "العظيم" ليس طياراً حربياً تقليدياً يصوِّب نحو الهدف المحدد الذي يريد تدميره. إنه يدير معركة جوية، ولذا فهو يحتاج إلى تأهيل من نوع آخر. وزيادة على ذلك، يمتلك هذا "الرائي" و"الراعي" القدرة على اختراق مسار الهجوم وفتحه أمام قطيع الطائرات من خلفه لأن تقنية التخفي تمكّنه من الوصول إلى منطقة مكتظة بمنظومات السلاح المضاد للطائرات وضرب عدد من الأهداف الحاسمة فيها، مما يتيح للطائرات الأخرى غير المزودة بتقنية التخفي إمكان الدخول إلى المنطقة المعنية بدرجة أعلى من الأمن والأمان.  

•لا يمتلك العدو تقنيات "العظيم" ولا يعرفها حتى الآن. إنها أحد المكوّنات المهمة في قوة الردع، ولذلك فـ"العظيم" ناجعة جداً في العمليات الجراحية التي تستهدف معاقبة العدو على أي استفزاز أو تحدّ. وفي المقابل، يمكن استخدامها أيضاً لإنزال ضربة وقائية مانعة في موجة أولى يكون من شأنها شلّ جزء كبير من منظومات القيادة والتحكم والدفاع لدى العدو. ويمكن القول إن أثر "العظيم" الجويّ يذكّر بالأثر الردعي الذي تأتى من الغواصة التي ظهرت مع سلاح فتّاك فجأة بحيث لا يُعرف من أين يأتي القصف. 

•لكن التخفي ـ الذي يشكل الصفة الأبرز لطائرة "العظيم" كما ذكرنا ـ هو مسألة مخادعة جداً، فهذا التفوق لن يدوم وقتاً طويلاً. ومن المنطقي جداً افتراض أن دولاً عظمى مختلفة ـ بما فيها إيران التي وقعت بيدها "طائرة من دون طيار" أميركية كاملة تمتلك بعض مزايا التخفي ـ  توظف هذه الأيام جهوداً خاصة لبناء وسيلة قتالية مضادة لطائرات الشبح، ولا شك في أن الحلول ستظهر. وعليه، فمن الضروري استغلال السنوات التي تمتلك فيها إسرائيل حلاً شبحياً من أجل تطوير قدرات قتالية مميزة وفريدة، فهذه الطائرة هي بمثابة كنز للصناعات العسكرية الإسرائيلية التي تمتلك القدرة على استخراج التقنيات التي يضعها الأميركيون بين أيدينا من خلال "العظيم" ونقلها إلى أماكن ومجالات من الصعب مجرد تخيّلها اليوم. إنها الفرصة الأكبر أمام الصناعات الأمنية الإسرائيلية لتطوير منظومات السلاح الفريدة المتوفرة في طائرة "العظيم".    

•يأخذ سلاح الجو في الحسبان حقيقة أن "العظيم" نظام قتالي حديث، ولهذا فهي معرضة لأعطال مختلفة ولأمراض طفولة لا بد من أن ترافقها لسنوات طويلة مقبلة. وإذا كان ثمة خلاف حول هذه الطائرة، فهو ليس بشأن السؤال ما إذا كان ينبغي اقتناؤها أم لا، وإنما بشأن عدد الطائرات التي يحتاج إليها سلاح الجو الإسرائيلي، ذلك أن هذه الطائرة لا تأتي بحلول للتهديدات الصادرة من غزة أو من حزب الله، لأن هذين الطرفين لا يمتلكان أسلحة متطورة مضادة للطائرات.  

 

•ومع استكمال الصفقة الشاملة التي ستستمر حتى سنة 2022، سيكون لدى سلاح الجو الإسرائيلي نحو 50 طائرة من طراز "إف - 35"، ويطمح هذا السلاح في الوصول إلى 75 طائرة تشكل ثلاثة أسراب. وهو معني باستخدام البنى التحتية الثمينة جداً التي أنشئت وسيتم إنشاؤها لخدمة هذه الطائرة بمبلغ إجمالي يزيد عن مليار دولار. وثمة تبرير سياسي لذلك، إذ اتخذ القادة السياسيون قرارهم بشأن عدد الطائرات انطلاقاً من نظرة متشائمة ترى أن الشرق الأوسط "يتقلب" تباعاً وباستمرار، وأن دولاً قريبة من إسرائيل سوف تتحول من دول صديقة إلى دول عدوّة.

 

 

المزيد ضمن العدد 2512