من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•أظهر قرار أعضاء الكنيست من القائمة العربية المشتركة عدم حضور جنازة شمعون بيرس، حقيقة سياسية متعددة الأهمية. فقد عبر عن تمرد زعامة الجمهور العربي في إسرائيل على رواية الأغلبية الصهيونية التي تتجاهل تاريخ الأقلية ومشاعرها، وأظهر استقلالاً مزدوجاً - عن الدولة الإسرائيلية التي كان يمثلها بيرس، وعن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي حضر الجنازة.
•رئيس القائمة العربية المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة ظهر في برنامج على القناة الثانية، ورداً على انتقادات مقدمي البرنامج عرض الرواية المضادة، فهو تحدث عن ذكرى النكبة، ومذبحة كفر قاسم، وقتلى أكتوبر سنة 2000، الذين جرى الاحتفال بذكراهم في الجليل في وادي عارة، بصفتها مناسبات لم يشارك فيها قط أي ممثل سياسي عن الأكثرية اليهودية.
•لقد حققت مقاطعة الجنازة هدفها: وضع الرواية المضادة للأقلية العربية في مركز الاهتمام الإعلامي والعام بدعم من القوة البرلمانية الثالثة من حيث الحجم.
•إن الإدانات الموجهة ضد احتجاح عودة وزملائه في الكتلة لن تزيل أو تطمس المطلب الأساسي الذي قدموه، أي اعتراف الأكثرية اليهودية بوجع الجمهور العربي ومعاناته كشرط ضروري من أجل بناء هوية مشتركة وتعاون سياسي مستقبلي.
•تقترح حكومة نتنياهو اليمينية على المواطنين العرب زيادات في الميزانيات، ووعوداً في الدمج الوظيفي وتحسين خدمات الدولة، مقابل إغلاق أفواههم ونسيان روايتهم. فقد درج رئيس الحكومة على القول بأن النكبة كذبة، وأن 90% من الروايات حولها ليست صحيحة، وأن الذين ينشرون تاريخها أضروا بدولة إسرائيل. وليس من المستغرب أن تصر حكومته على إخفاء محفوظات الأرشيف التي تكشف جزءاً من أحداث 1948 من مصادرها الأولى.
•إن كل زيادة في الميزانية وكل ردم للهوات بين اليهود والعرب هو عمل مرحب به ومهم، لكن هذا لن يشتري سكوت الجمهور العربي ولن يجعل نشيد "هتكفا" ينشد في شوراع الناصرة وسخنين وأم الفحم. وحده الاعتراف بوجود رواية إسرائيلية موازية تتحدث عن ارتكاب الأغلبية [اليهودية] أفعالاً غير أخلاقية تجاه الأكثرية [العربية]، يستطيع أن يشكل أساساً لمواطنية مشتركة واندماج حقيقي. ويدل التاريخ اليهودي على أن الشعوب لا تتنازل بسهولة عن روايتها، لا بالإغراءات ولا بالاضطهاد.
•وهذا هو التحدي المطروح حالياً على السياسيين اليهود الذين يحلمون بالحلول محل سلطة اليمين ووقف انزلاق إسرائيل نحو المنحدر الديني - القومي، فهدفهم لن يتحقق من دون التعاون مع القائمة المشتركة وناخبيها. وبدلاً من الوقوف بشكل تلقائي إلى جانب نتنياهو واليمين المتطرف وانتقاد أعضاء الكنيست العرب، يتعين على هؤلاء السياسيين العثور على سبل للوصول إلى قلب الأقلية العربية.