يجب أن نصغي إلى كيري
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•وزير الخارجية الأميركي يشعر بالهلع، فهو يتوقع أن تتحول دولة إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، ومعنى ذلك الحرب. وهو قال أمام وزراء خارجية الدول الداعمة للسلطة الفلسطينية محذراً: "يجب أن نفعل شيئاً لمنع حدوث ذلك، أو أن نسكت".

•بودّنا إغاظة كيري وأن نقول له: صباح الخير جون، أين كنت حتى اليوم؟ لماذا لم تستخدم الإدارة الأميركية المساعدة الأميركية التي وقعت أخيراً مع إسرائيل من أجل الضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، واشترطت تحريك العملية السياسية  من أجل دفع المساعدة؟ لكن توجيه الانتقادات إلى الإدارة الأميركية ووزير خارجيتها - الذي خصص أياماً وليالي من أجل الدفع قدماً بعملية السلام - أمر غير عادل وسيشكل عذراً غير مبرر للتعنت الإسرائيلي. 

•ليست الإدارة الأميركية مسؤولة عن غرق المفاوضات السياسية، كما ليست مهمة هذه الإدارة إنقاذ دولة إسرائيل من نفسها. لقد كان لوزير الخارجية الأميركي السابق جايمس بايكر موقف واضح من هذا الموضوع عندما قال بعد وصول المفاوضات إلى حائط مسدود في مؤتمر مدريد قبل 25 عاماً: "لا يمكن للولايات المتحدة أن تريد السلام أكثر من الطرفين نفسيهما". وفي مناسبة أخرى ذكّر بسخرية برقم هاتف البيت الأبيض متوجهاً إلى الإسرائيليين: "عندما تصبحون جديين بشأن السلام اتصلوا بنا".

•إدارة الرئيس أوباما لم تتخذ مثل هذا الموقف، لكنها وصلت إلى خلاصة مفادها أن مساعيها لن تجدي في مواجهة الرفض الإسرائيلي الحاد والعراقيل التي يضعها محمود عباس. وعلى ما يبدو يتهم كيري الطرفين، لكن الفحص المتأني "للائحة الاتهام" يظهر أن أهمية المعارضة الإسرائيلية وخاصة البناء في المستوطنات يفوق بكثير أهمية المعارضة الفلسطينية.

•كيري مراقب منحاز. ومستقبل دولة إسرائيل عزيز عليه. وهو يقترح على الإسرائيليين رؤيا واقعية وحكيمة. وهو لا يحرض كما قد يدّعي معارضوه، عندما يدعو نظراءه في العالم إلى القيام بعمل ما أو أن يصمتوا. ويتعين على مواطني دولة إسرائيل أن يروا في ملاحظاته دعوة صادقة ومؤلمة موجهة إليهم كي يستيقظوا.

•وفيما يواصل نتنياهو تسويق تخرصاته التي تعد بمستقبل أفضل لدولة إسرائيل، فإنه نجح في إغلاق حدود إسرائيل في وجه تسلل أفكار ومقترحات تطالب باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. يحلم رئيس الحكومة بدولة يهودية حتى في المناطق [المحتلة]، وهو في الوقت عينه يكذب على مواطني الدولة ويعرضهم للخطر عندما لا يوضح لهم التهديد الذي يتربص بهم.

•حان الوقت كي يقرر مواطنو إسرائيل مصيرهم: إما الإنصات إلى كيري، أو السير وراء الوعود الجوفاء لرئيس حكومتهم التي ستودي بهم إلى الهاوية.

 

 

المزيد ضمن العدد 2461