•هذا الأسبوع نشر الجيش الإسرائيلي أرقام الهجمات خلال شهر تموز/يوليو. وفي الإجمال وقعت 7 هجمات في الضفة الغربية مقابل 70 هجوماً في تشرين الأول/أكتوبر 2015 مع نشوب موجة الإرهاب الأخيرة.
•بحسب قول ضابط رفيع يعود هذا النجاح إلى تطبيق سياسة تشمل معلومات استخباراتية دقيقة للشاباك، ونشاطات عملياتية متواصلة للجيش الإسرائيلي، والتركيز على الإرهابيين والسماح لمجموع السكان بمواصلة حياتهم العادية.
•لكن أن نأخذ أرقام شهر واحد ونبني عليها نجاح سياسة هو بمثابة شيك من دون رصيد. فالسياسة الاستخباراتية الدقيقة للشاباك موجودة ومطبقّة منذ بدأ الشاباك عمله في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] سنة 1967. وحقق نهج عمل الشاباك الاستخباري ولا يزال يحقق نجاحاً كبيراً جداً بكل معنى الكلمة، مع عدد كبير من عمليات إحباط هجمات.
•يعرف الجيش أيضاً أن عليه عند الضرورة أن يغلق مناطق ومعابر ويمنع نشوب العنف. لكن على الرغم من ذلك، وقعت منذ تشرين الأول/أكتوبر 2015 مئات الهجمات شهرياً. صحيح أن هناك انخفاضاً مستمراً في عدد الهجمات في الشهور الأخيرة، لكن على الرغم من ذلك نُفذ أكثر من 100 هجوم في مناطق يهودا والسامرة شهرياً، بما في ذلك شهر حزيران/يونيو الأخير. وليس واضحاً ما إذا كانت "سياسة" [الشاباك] هي المسؤولة عن ذلك، أم ربما هو تعب الفلسطينيين في أيام الصيف الحار.
•والحقيقة هي أنه لا توجد "سياسة" جديدة لمحاربة الإرهاب. لا توجد سياسة أبداً. هناك نهج عمل تكتيكي ومهني في الشاباك وفي الجيش إزاء أسلوب الحرب المستمرة ضد الإرهاب. ويعرف الشاباك كيفية جمع المعلومات واكتشاف الدلائل التي تشير إلى نشاطات خارجة عن المألوف، وإحباط محاولات لإقامة تنظيمات إرهابية مسبقاً. كما يعرف الجيش الإسرائيلي كيف يكون مستعداً لحظر تحرك ما في منطقة معينة، واكتشاف تحركات غير مألوفة، ومحاربة وتحييد التهديد. لكن لا توجد سياسة تتعلق بالسكان الإسرائيليين أو الفلسطينيين في الضفة الغربية.
•وليست هناك سياسة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية للجيش الإسرائيلي في المناطق للسنوات المقبلة. كما أنه لا توجد سياسة تتعلق بأسلوب الاستيطان الإسرائيلي في المناطق، وحجمه وأماكنه.
•لو كانت مثل هذه السياسة موجودة لكانت إسرائيل أغلقت بطريقة محكمة حدودها وجدار الفصل مع المناطق، ولكانت نجحت نجاحاً كاملاً في منع انزلاق الإرهاب إلى داخل حدودها.
•حالياً يعيش مليونا فلسطيني في مناطق الضفة، بينهم 100 ألف لديهم تصاريح عمل ودخول إلى إسرائيل. وهناك 50 ألفاً آخرين يدخلون يومياً من المناطق من دون تصاريح. صحيح أن الجيش والشاباك ينجحان في منع موجات كبيرة من العنف والإرهاب، لكنهما جيش وقوات أمنية تابعة لدولة إسرائيل وليس للسلطة الفلسطينية. ولو كانت هناك سياسة حقيقية، لما كان الوضع على ما هو عليه الآن.