نتنياهو: الاتفاق مع تركيا يضمن استمرار الطوق الأمني المفروض على قطاع غزة باعتباره عنصراً مهماً لمنع تعاظم قوة "حماس"
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

من المقرر أن يتم اليوم (الثلاثاء) توقيع اتفاق إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا بصورة رسمية. 

وسيوقعه في القدس المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية وفي أنقرة المدير العام لوزارة الخارجية التركية. 

وسيعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية اجتماعاً خاصاً غداً (الأربعاء) لإقرار الاتفاق. 

وبعد ذلك سيطرح الاتفاق على طاولة الكنيست 14 يوماً كما تلزم الإجراءات المتبعة لإقرار معاهدات دولية ليدخل بعد هذه الفترة حيز التنفيذ رسمياً.

وعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم في كل من روما وأنقرة أمس (الاثنين) تفاصيل اتفاق المصالحة بين البلدين. 

واستعرض نتنياهو مزايا الاتفاق، فأكد أنه يحمي مقاتلي الجيش الإسرائيلي من أي دعاوى جنائية أو مدنية من طرف تركيا، ويضمن بقاء الطوق الأمني مفروضاً على قطاع غزة باعتباره عنصراً مهماً لمنع تعاظم قوة حركة "حماس".

وأشار إلى أن الاتفاق يسمح في الوقت عينه للسفن المتجهة إلى القطاع بتفريغ حمولاتها من المساعدات الإنسانية في ميناء أسدود، وأكد أن هذه المساعدات ستخضع لتدابير أمنية.

وكشف رئيس الحكومة النقاب عن أنه تم إرفاق الاتفاق برسالة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتعهد فيها بالإيعاز إلى وكالات الاستخبارات التركية ذات الشأن، بالعمل على إعادة جثتي جنديين إسرائيليين ومدنيين مفقودين آخرين يُرجح كونهم في قطاع غزة. 

كما يتضمن الاتفاق بنداً يلزم تركيا بمساعدة إسرائيل على الانضمام إلى أي تنظيم دولي تكون أنقرة عضواً فيه. 

وقال نتنياهو إن الاتفاق يفتح الطريق أمام إقامة تعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد بما في ذلك الغاز الطبيعي، وأشار إلى أنه أحاط زعماء كل من مصر والأردن وقبرص واليونان وروسيا والولايات المتحدة علماً بسير المفاوضات التي أفضت إلى هذا الاتفاق، وشدّد على أن هذا الاتفاق سيزيد من عناصر الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم وسط العاصفة التي نشهدها.

وفي أنقرة أكد رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم أن هذا الاتفاق ليس بمثابة اتفاق على وقف إطلاق النار وإنما اتفاق مصالح. 

وأضاف أن تبادل السفراء بين تركيا وإسرائيل سيتم في أسرع وقت ممكن. وأوضح أن سفينة تحمل عشرة أطنان من المساعدات الإنسانية ستتوجه إلى قطاع غزة يوم الجمعة من الأسبوع المقبل. 

ورحب رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين باتفاق المصالحة مع تركيا. 

وقال ريفلين في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقده مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون في ديوان رئاسة الدولة في القدس أمس، إن علاقات تاريخية طويلة الأمد تربط إسرائيل وتركيا. 

وقالت القائمة بأعمال سفارة إسرائيل في تركيا أميرة أورون إن حزب العدالة والتنمية التركي وجه دعوة لها ولجميع السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في أنقرة لحضور مأدبة الإفطار التقليدية في مناسبة شهر رمضان المبارك. وأضافت أن رئيس الحكومة التركية سيترأس مأدبة الإفطار وأن هذه هي المرة الأولى التي تتلقى فيها السفارة الإسرائيلية دعوة كهذه منذ عدة سنوات. 

وانتقد رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ موافقة حكومة نتنياهو على دفع نحو 20 مليون دولار لتعويض عائلات قتلى سفينة "مافي مرمرة" التركية، وأكد أن النشطاء الذين كانوا على متن هذه السفينة اعتدوا على جنود الجيش الإسرائيلي.

وقال هيرتسوغ في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته كتلة "المعسكر الصهيوني" في الكنيست أمس، إن دفع هذه التعويضات يعتبر سابقة خطرة. وأكد أن من الأهمية بمكان في الوقت الراهن إحراز تقدم في المساعي المبذولة لإعادة الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة إلى ذويهم. 

ودعا الوزير السابق غدعون ساعر [الليكود] رئيس الحكومة إلى عدم توقيع الاتفاق مع تركيا ووصفه بأنه سيئ.

وقال ساعر في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس، إن الاتفاق يشكل اذلالاً لإسرائيل لأنه ينص على دفع تعويضات لأفراد عائلات نشطاء إرهابيين غادروا تركيا ومعهم أسلحة نارية وبيضاء من أجل الاعتداء على جنود الجيش الإسرائيلي. وأضاف أنه كان يتوجب على إسرائيل استغلال الأزمة التي يعانيها أردوغان وخصوصاً في علاقاته مع روسيا والولايات المتحدة والأكراد في تركيا.

وعلى صعيد آخر عقد رئيس الحكومة نتنياهو ظهر أمس اجتماعاً مع نظيره الإيطالي ماتيو رينتسي في روما. 

كما اجتمع نتنياهو في وقت سابق أمس مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في منزل السفير الأميركي في روما، وصرح في مستهل الاجتماع بأنه ستكون للاتفاق مع تركيا انعكاسات إيجابية كبيرة على الاقتصاد الإسرائيلي. 

وأضاف نتنياهو أن الاجتماع مع كيري تناول آخر التطورات الإقليمية وكيفية دفع العملية السياسية مع الفلسطينيين قدماً.