عدم توصل نتنياهو إلى اتفاق على المساعدة الأمنية الأميركية يضر إسرائيل استراتيجياً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•أول من أمس أعلن الوزيران موشيه كحلون وأفيغدور ليبرمان أنهما مع توقيع سريع على اتفاق المساعدة الذي اقترحته الولايات المتحدة. وقد رفض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو انتقادهما وردّ قائلاً إن "المفاوضات يديرها بصورة حصرية رئيس الحكومة ومستشاروه المقربون، وهو يعتقد أنه قادر على الحصول على صفقة أفضل". لكن عندما نتفحص انجازات نتنياهو في مفاوضاته مع الولايات المتحدة، ثمة شك في أن يكون له ما يتفاخر به.

•في 2007 وقّعت إسرائيل والولايات المتحدة اتفاق المساعدة الأمنية. وتعهد الأميركيون في هذا الاتفاق الذي تنتهي مدته في نهاية 2018، بتقديم مساعدة قدرها 30 مليار دولار لمدة 10 سنوات، بمعدل ثلاثة مليارات دولار في السنة. وتدور منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2015 مفاوضات بين طواقم إسرائيلية وأميركية من أجل بلورة اتفاق جديد للسنوات العشر المقبلة.

•لكن ما تزال توجد بين الطرفين بعض الموضوعات الخلافية. الموضوع الأول هو حجم المساعدة: إسرائيل معنية بأن تكون المساعدة 40-50 مليار دولار لمدة عشر سنوات، لكن الإدارة الأميركية تقترح 34-37 مليار دولار لهذه الفترة. والإدارة ستكون مستعدة لزيادة المبلغ إلى حدود 40 مليار دولار إذا وافقت إسرائيل على التعهد بعدم التحرك المستقل في الكونغرس من أجل الحصول على زيادة في المساعدة، وإسرائيل ترفض ذلك.

•علاوة على ذلك، تطالب الإدارة الأميركية بإنفاق كل المبلغ المعطى إلى إسرائيل في الولايات المتحدة فقط، بينما تستطيع إسرائيل حالياً استخدام نحو 26% من أموال المساعدة في شراء سلاح من الصناعات العسكرية المحلية. ومعنى هذا خسارة الصناعة المحلية إيرادات كبيرة.

•لقد كان في إمكان نتنياهو التوصل إلى اتفاق مساعدة أفضل عشية الاتفاق النووي مع إيران، لكن هذه الإمكانية أُحبطت جراء إصرار نتنياهو على عرقلة الاتفاق من خلال الدخول في مواجهة مع رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، هذا التحرك الذي بلغ ذروته في الخطاب الاستفزازي الذي ألقاه ضد الرئيس [الأميركي] في الكونغرس. لم ينجح نتنياهو في إدارة شبكة علاقات طبيعية مع أوباما، وهو بذلك ألحق ضرراً استراتيجياً بقوة إسرائيل ومكانتها. وكان سلوكه تجاه الإدارة حافلاً بالأخطاء. أيد علناً خصم أوباما الجمهوري، ميت رومني، في الانتخابات السابقة للرئاسة الأميركية، ولم يتردد في تعيين رون درمر الذي كان ناشطاً جمهورياً، سفيراً لإسرائيل في واشنطن برغم استياء أوباما العلني. وتعهد بالعمل من أجل حل الدولتين، لكنه لم يفعل ذلك.

 

•هذا كله أدى إلى تآكل احتمال زيادة المساعدة لإسرائيل. صحيح أن المبلغ سيزداد، لكن ليس بمقدار ما كان يمكن أن يزداد، وبشروط أقل جودة. إن مواطني إسرائيل يدفعون ضريبة حرب نتنياهو ضد أوباما إلى حد إلحاق الضرر بقوة الجيش الإسرائيلي وجودته.