"حماس" أمام مفترق طرق
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•بالأمس جرت في مركز هرتسليا "لعبة محاكاة" بشأن سيناريو مستقبلي بُحثت فيها التطورات المحتملة في المنطقة في الفترة التي ستأتي بعد إخضاع تنظيم داعش، وخاصة في سورية والعراق. وقد شارك في اللعبة لاعبون إسرائيليون أكاديميون وموظفون حكوميون وسياسيون وصحافيون، لعبوا دور الدول العظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي، وكذلك دور دول عربية وإسلامية إقليمية مثل مصر والأردن والسعودية وإيران وسورية، إلى جانب تنظيمات شبه دولتية من نوع السلطة الفلسطينية وحركة "حماس".

•حاكى اللاعبون المشاركون في المحاكاة نزاعات واقترحوا حلولاً، وكان واضحاً أن أكثرهم لديه نظرة مستقبلية متفائلة للمنطقة. ومن المحتمل أن يكون مصدر التفاؤل تمنيات تذكر بتوقعات السلام والدمقرطة التي برزت في الأيام الأولى لـ"الربيع العربي"، الذي نعرف جميعاً كيف تطور.

•تضمن السيناريو تكهنات تتعلق بالعلاقات الثنائية بين الدول في الشرق الأوسط، وعلاقات بين "دول تحافظ على الوضع الراهن" و"دول إصلاحية" تتحرك وتتطلع لتحسين الوضع. وأظهر السيناريو تخليّاً عن الفلسطينيين، إذ لم تعد اعتبارات الفلسطينيين وتطلعاتهم موجودة في شبكة المصالح المطروحة على الساحة. 

•والمقصود هنا هو أفول الخطاب الزائف القائل بأن القضية الفلسطينية هي سبب النزاع الإقليمي وأن حلها سيؤدي إلى إحلال السلام. إن الموجود في الساحة الإقليمية حالياً هو بصورة أساسية مصالح الدول العربية التي تواجه انخفاضاً في مداخيل النفط، وتستعد لمواجهة التهديد الإيراني، فيما السيد الأميركي يقف لا مبالياً. ويبدو أن دول المنطقة تتهيأ سراً لضم إسرائيل لمنظومتها الدفاعية، ولذلك ترى في حل المشكلة الفلسطينية عقبة مقلقة تفرض مصالحة وطنية كشرط لما سيأتي لاحقاً.

•وعلى جدول الأعمال الإقليمي الآخذ في التبلور تلاحظ حركة "حماس" التغييرات ضدها من جانب الدولتين الراعيتين لها - قطر وتركيا - ويزداد شعورها بالاختناق نتيجة الحصار المفروض عليها، والذي تشارك فيه مصر بالإضافة إلى إسرائيل، ونتيجة إغلاق حنفية السلاح والمساعدة من إيران. وحالياً تبذل "حماس" أقصى جهدها كي تثبت لمصر والأردن أنها ليست شريكاً في التحركات التآمرية للإخوان المسلمين أو داعش ضدهما، وتعرّف نفسها بصفتها حركة تحرير وطنية فلسطينية "دينية".

•وفي وضع العزلة والحصار اللذين تفاقما بعد هزيمتها في عملية الجرف الصامد، بالإضافة إلى تعاظم قدرات إسرائيل التكنولوجية الهادفة إلى تحييد جهود "حماس" العسكرية، تطمح الحركة حالياً إلى خرق الحصار، وإلى أن تقدم لمواطنيها استقراراً اقتصادياً كي تؤمّن استقرار سلطتها. وعلى الرغم من شكوكها بالمصريين والأردنيين والسعوديين الذين يميلون إلى السلطة الفلسطينية، ستوافق "حماس" على وساطة مصرية تؤدي إلى وضع عناصر من الشرطة الفلسطينية على معبر رفح- فقط من أجل أن يفتح المعبر.

•ستواصل "حماس" الاستعداد للقضاء على إسرائيل ووصف السلطة الفلسطينية بأنها خائنة وفاسدة. كما ستبذل أقصى جهدها من أجل خطف رهائن إسرائيليين من دون مواجهة من أجل إطلاق سراح أسرى والمطالبة بأموال المساعدة التي وُعدت بها. 

•وفي الواقع، تقف "حماس" أمام مفترق طرق. فمن جهة تريد الابتعاد عن الصورة "الإسلاموية"، لكن من جهة ثانية تريد المحافظة على قدراتها العسكرية وعلى صورة "أنه لا يمكن توقع ما تفعله" في مواجهة مبادرة يمكن أن تحرج الزعماء العرب. وفي سيناريو من هذا النوع، ستصف "حماس" الأنظمة العربية بأنها متعاونة مع "الصليبيين" والصهاينة وقتلة الفلسطينيين في غزة.

 

•كما ستواصل "حماس" النظر إلى السلطة الفلسطينية كسلطة فاسدة ومستعدة للتنازل عن "فلسطين المحتلة"، وسترفض فرض سيطرة السلطة على غزة.