الخلاف بين بينت ونتنياهو يؤذي الائتلاف الحكومي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•ماذا ربح نفتالي بينت من تحركاته السياسية الأخيرة [الانتقادات الحادة التي وجهها الى رئيس الحكومة على خلفية اعلانه تأييد حل الدولتين لشعبين] باستثناء تعميق الهوة بينه وبين رئيس الحكومة الذي من المفترض أن يتعاون معه؟ وهل ساعده ذلك في بناء مكانته كزعيم وطني؟ وما هي فائدة ذلك للأفكار التي باسمها وقف ضد نتنياهو؟ هل يعرف شيئاً نحن لا نعرفه؟

•في الحكومة السابقة كانت قوة حزب البيت اليهودي أقل مما هي عليه اليوم. والمناصب التي يتولاها  كبار مسؤولي الحزب هي اليوم أكثر تأثيراً. بينت يقوم بخطوات مهمة في وزارة التعليم؛ وتقود أييليت شاكيد بحكمة ثورة هادئة في جهاز القضاء سنرى ثمارها في السنوات المقبلة إذا واصلت نشاطها (ومن هنا ضرورة المحافظة على الائتلاف مسؤولية عليا)؛ ويقوم أوري أريئيل في وزارة الزراعة بما لم يفعله أحد منذ زمن طويل- فما الحاجة إلى الاشتباك مع رئيس الحكومة؟ 

•ما هو الخطر الذي يحوم فوق رؤوسنا وبفضل بينت انتبهنا له؟ هل هناك دولة فلسطينية على الباب ولم يقولوا لنا عنها؟ هل كان بينت سيدلي بهذه التصريحات لو كان يتولى منصباً أرفع. أشك في ذلك. ولا يطال الشك فقط مدى التزامه الأيديولوجي، بل أيضاً قدرته على تحمل الضغوط. فهل كان سيستطيع الصمود سبعة أعوام في مواجهة ضغط لا يتوقف من جانب الشخصية الأقوى في العالم، رئيس الولايات المتحدة؟

•من الممكن أن نفهم، بل وأن نرحب بضغوط من اليمين على نتنياهو. ويجب ألا يأتي الضغط على الحكومة من اليسار فقط سواء في البلد أم في العالم. ومن الجيد بالنسبة إلى نتنياهو أن يبين أن الجمهور يميل نحو اليمين، وأن هناك ضغوطاً انتخابية يجب أن يأخذها في الحسبان. لكن السؤال هو كيف نفعل ذلك ومتى؟

•إن بينت، بدلاً من أن يرمم علاقته بنتنياهو يشتبك معه انطلاقاً من  فكرة أنه بذلك يطرح نفسه بديلاً في سدة الزعامة. لتحقيق ذلك، هو مضطر في يوم من الأيام  إلى العودة إلى حزب السلطة والتنافس على الزعامة. وناخبو الليكود وأعضاء الحزب لا يحبون صراعات عقيمة مع الذي يتولى رئاسة المعسكر. فما المنطق إذاً؟

•تذكرت، عندما كان يتسحاق شامير رئيساً لحكومة يمينية واضحة، كيف نغّصت كتل اليمين وفي طليعتها حركة "هتحيا" حياة شامير بسبب حضوره مؤتمر مدريد في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 1991، وكيف قام ثلاثة من كبار الليكود "بتطويقه" واتهموه بأنه ليس يمينياً بما فيه الكفاية: يتسحاق موداعي وأريئيل شارون وديفيد ليفي. وبعد أن أسقط اليمين حكومة شامير حصلنا على حكومة أوسلو.

 

•كما في أيام حكومة شامير وفي أحداث أخرى، توجد مجموعات في اليمين الإسرائيلي تريد تحقيق كل شيء أو لا شيء،  فهي تزرع الريح وتدفع الطاقم السياسي الى الجنون، ومن يزرع الريح يحصد العاصفة ويدمر كل شيء. نحن نعرف هؤلاء الذين يريدون استعجال الأمور كي يقربوا موعد الخلاص. لكن أحياناً استعجال الأمور مرتبط بـ"الخلاص" ظاهرياً فقط، ومن شأنه عملياً أن يؤدي إلى خلاص من نوع آخر: نهاية حكومة اليمين الحالية.