قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن جلسة العمل التي عقدها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقر الأخير في الكرملين في موسكو بعد ظهر أمس (الثلاثاء)، تناولت العديد من القضايا وفي مقدمها مسألة استمرار التنسيق بين جيشي البلدين في منطقة الشرق الأوسط، وأكد أن هذا التنسيق يجري بصورة جيدة سواء لغرض تفادي أي اشتباك أو لضمان العمل المشترك ضد الجهات التي تعرّض الجميع للخطر.
وأشار نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع بوتين في ختام جلسة العمل هذه، إلى أنه تحاور طويلاً مع الرئيس الروسي حول التحديات المشتركة الماثلة أمام الدولتين وأمام كل الدول المتحضرة مثل التشدّد الإسلامي والإرهاب الذي ينشره.
كما أشار إلى توقيع عدة اتفاقيات ثنائية في مجالات الطاقة والزراعة والمعاشات التقاعدية وتأمين الحقوق الاجتماعية.
وقال نتنياهو إن زيارته الحالية تأتي للاحتفال بذكرى مرور 25 عاماً على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وروسيا، ولفت إلى أن هذه العلاقات تشهد منذ ذلك الحين تطوراً يجري بشكل مُمَنهج وتشكل الزيارة الحالية معلماً مهماً على هذا الطريق. وأكد أنه تم خلال جلسة العمل أيضاً إيلاء اهتمام خاص للنظرة إلى الأمام نحو فترة السنوات الـ25 المقبلة التي سيجري فيها تعميق التعاون بين الدولتين في مجالات التكنولوجيا والابتكارات والتقنيات العالية والاقتصاد والتجارة والسياحة والثقافة وغيرها من المجالات الكثيرة.
وأضاف: "قررنا اليوم أن تكون هناك محاور من التعاون يتولاها بعض الأشخاص الذين يتم تكليفهم بهذه المهمة، إذ سيكون هناك ممثلان ينحصر دورهما في ترسيخ الصلات بين إسرائيل وروسيا على صعيد الابتكارات والتقنيات. كما أنني أعربتُ عن تقديري لحقيقة وجود معهد لتعليم العبرية بدعم من الحكومة الروسية. وأعربت أيضاً عن الأمل في أن يصبح عدد الذين يعرفون العبرية في روسيا ذات يوم مماثلاً لعدد الملمّين بالروسية في إسرائيل. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لكنه يأتي تعبيراً عن الصلة بيننا التي تزداد وثوقاً".
وأعرب رئيس الحكومة عن تقديره للرئيس الروسي لكونه حشد طاقاته لإنجاح المساعي التي بُذلت لإنجاز صياغة الاتفاق الثنائي في مجال المعاشات التقاعدية المقرر أن تمنحها روسيا من الآن فصاعداً للمتقاعدين الإسرائيليين المنحدرين من أصول روسية والذين كانوا حُرموا حتى الآن من هذه المعاشات لاضطرارهم إلى التخلي عن جنسيتهم الروسية عندما هاجروا في حينه إلى إسرائيل.
وشدّد نتنياهو على أن استجابة بوتين لطلبه وطلب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بشأن إعادة تسليم إسرائيل الدبابة من معركة السلطان يعقوب [التي جرت بين قوات إسرائيلية وسورية في سهل البقاع اللبناني خلال حرب لبنان الأولى سنة 1982] تدل على متانة العلاقات بين الجانبين.