ما أهمية اعلان ليبرمان تأييده حل الدولتين؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

– NRG

•بعد مرور عشر دقائق على أداء ليبرمان القَسَم كوزير للدفاع في حكومة إسرائيل، استل أفيغدور ليبرمان النسخة السياسية المعتدلة من جعبته، ووقف مع رئيس الحكومة للإدلاء بتصريح مشترك كل هدفه طمأنة زعماء المنطقة الذين قد يكونوا أخذوا الوزير الجديد بجدية، وينتظرون منه اليوم تنفيذ تصريحاته السابقة بشأن اغتيال إسماعيل هنية، والقضاء على سلطة "حماس" خلال 48 ساعة.

•وهكذا تحوّل ليبرمان في تصريحاته من صقر مفترس إلى حمامة وديعة. فأعلن أنه يعترف بحل الدولتين، وصرّح بأن خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو خطاب مهم جداً، وقال إن المبادرة العربية تضمنت بنوداً إيجابية تتيح إجراء حوار. يبدو أن ليبرمان يملك جعبة من التصريحات تتلاءم مع كل مكان وكل وضع وربما أيضاً مع كل وسيلة إعلامية: فأحياناً نتنياهو محتال، وأحياناً أُخرى هو رئيس حكومة جيد؛ مرة يقول يجب تفجير سد أسوان، ومرة أُخرى يجب القبول بمبادرة الرئيس المصري؛ أحياناً يريد البناء في أريئيل، وأحياناً أخرى يؤيد "بنوداً في المبادرة العربية" تتعهد بقيام دولة فلسطينية والعودة إلى خطوط 1967. ومن المهم رؤية متى سيغير رأيه بشأن إعادة جثامين المخربين.

•من الواضح أن ليبرمان لا يحترم كلمته. والآن يتعين علينا أن نختبره لا بناء على كلامه فحسب، بل على أعماله كوزير للدفاع أيضاً. فهل سيمضي قدماً في دفع حل الدولتين الذي أيده فجأة؟ حتى الآن كان يدّعي أن دولة فلسطينية ستتحول إلى قاعدة لاطلاق صواريخ القسّام على إسرائيل. وهل سيلتقي لأول مرة في حياته زعيماً فلسطينياً، ربما أبو مازن، مثلاً، الذي يعتبره إرهابياً ومعرقلاً لفرص السلام؟ اليوم يدعي ليبرمان أن المبادرة العربية تنطوي على أساس للحوار. 

•على الرغم من ذلك، فإن التصريح المشترك مهم على الصعيد السياسي. لقد عرفنا جيداً نتنياهو وليبرمان خلال 25 عاماً  الأخيرة، وثمة شك في أن يؤدي كلامهما إلى شيء، لكن هذا التصريح يعبر على الأقل عن نوايا طيبة. [....] لكن من الواضح أن ما سيفعله الآن هو أن يجلس في الكرياة في تل أبيب وأن يهدئ من روع كبار المسؤولين في مكتبه، ورئيس الاركان وأعضاء هيئة الأركان، ولن نسمع منه تصريحات حربية في الأسابيع المقبلة. 

•بالأمس وبعد حفل التعيين، ذهب ليبرمان إلى حائط المبكى من أجل أداء صلاة الشكر. غريبة هي الحياة السياسية عندنا: فالمرة الأخيرة التي ذهب فيها ليبرمان برفقة الكاميرات إلى حائط المبكي كان في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، بعد تبرئته من تهمة الحصول على رشى وخيانة الأمانة في قضية السفير زئيف بن أرييه[ سفير إسرائيل السابق في بيلا روسيا المتهم بعرقلة التحقيق القضائي مع ليبرمان عندما كان وزيراً للخارجية]. وقبلها كان قد تقرر عدم توجيه كتاب اتهام ضده في قضية شركات وهمية.

•مر عامان ونصف العام، والشخص الذي كاد ينهي مسيرته السياسية في ظروف قضائية يحصل اليوم على الحقيبة الأكثر أهمية بعد نتنياهو وعلى جميع مفاتيح الدفاع عن الأمن. مبروك.