الحدود واضحة: الجيش ليس ساحة سياسية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•إن الخلافات في الرأي التي اندلعت في الفترة الأخيرة بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع، المتعلقة بتصريحات علنية لضباط في الجيش الإسرائيلي، تمس أساس نظامنا الديموقراطي. سيكون هناك من يدّعي رغبة منه في مشاكسة رئيس الحكومة أن وزير الدفاع تصرف تصرفاً صائباً بتقديمه دعماً وزارياً لتصريحات علنية لضباط في الجيش. لكن يتعين علينا أن نقول بوضوح ما هي تحديداً مهمة المستوى العسكري بالمقارنة مع المستوى السياسي.

•لقد عرفنا على الدوام كيف نحافظ على التمييز بين المؤسستين السياسية والعسكرية، وهناك أهمية كبيرة في الاستمرار في المحافظة على هذا التمييز لأنه يجب على الجيش أن يعمل في اطار من الانضباط التام والولاء المطلق لتوجيهات المستوى السياسي. 

•إن الضابط العسكري الذي يعتقد أن الحكومة أو وزراء فيها لا يتصرفون بطريقة صحيحة، لا يمكنه مهاجمة الحكومة وهو في لباسه العسكري- لا مباشرة ولا غير مباشرة. وإذا كان من الضروري بالنسبة إليه الإدلاء بآراء إنتقادية، فعليه في هذه الحال أن يستقيل من الجيش ثم يدلي بآرائه في إطار شخصي أو سياسي. وينطبق ذلك على جميع موظفي الدولة الذين يمنعهم القانون من توجيه الانتقادات إلى الحكومة وهم يعملون تحت إمرتها. ويعتبر هذا من الأمور الأساسية في سلوك حكومة عادية.

•إذا اخذنا على سبيل المثال تصريحات نائب رئيس الأركان يائير غولان التي قال فيها: "إذا كان هناك ما يخيفني في ذكرى المحرقة، فهو رؤية ظواهر مخيفة حدثت في أوروبا عامة وفي ألمانيا آنذاك.. ونجد شواهد عليها هنا بيننا في 2016". من الصعب تجاهل المغزى الواسع لهذا الكلام. وعلاوة على النقاش الحاد الذي يثيره قوله عما يجري في إسرائيل، فإنه بصورة غير مباشرة يوجه انتقاداً قاسياً إلى تيارات في المجتمع وإلى أحزاب سياسية أيضاً.

•يجب أن نرسم خطاً واضحاً، وأن نحدد جيداً حدود مسؤولية الذين يخدمون في الجيش. لم يكن كلام غولان هفوة لسان، بل هو كلام مدروس ومحسوب جيداً. كما أن الزمان والمكان اللذين قيل هذا الكلام فيهما، جرى اختيارهما بدقة. 

•وفي اللحظة التي نسمح بها بتصريحات علنية من جانب ضباط في الجيش مثل تصريحات نائب رئيس الأركان، نكون قد تجاوزنا الحدود بين المسموح والممنوع لضباط الجيش في كل ما يتعلق بانتقاداتهم للمؤسسة السياسية والمجتمع الإسرائيلي. وسيبدأ الضباط في الإدلاء بآرائهم بما يتلاءم وانتماءاتهم السياسية، وسيحصلون على دعم أو تأييد بحسب توزعهم السياسي، وخلال زمن قصير نستطيع التعرف على الضباط بحسب مواقفهم السياسية.

•هناك الكثير مما يجب أن نفعله من أجل تحسين قدرات الجيش الإسرائيلي وتفوقه. ومن الأفضل لضباط الجيش أن يواجهوا القيم والقدرات داخل الخدمة العسكرية بحد ذاتها، وألا يتدخلوا في المجالين الاجتماعي والسياسي.