افتتاحية: لنحرّر غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

•ينهي جيب [قطاع] غزة، الأكثر اكتظاظاً سكانياً في العالم، في الشهر المقبل عشرة أعوام من العيش في ظل حصار خانق. نحو مليوني شخص أغلبهم ولد خلال فترة الحصار، أسرى تجربة بشرية مخيفة، كأن المطلوب هو فحص كم من الوقت يستطيع البشر الصمود وهم منقطعون عن العالم، وعن محيطهم الثقافي، وعن أي أفق اقتصادي أو قومي.

•ومن أجل إبقائهم على قيد الحياة ترمي إسرائيل إلى هذا القطاع حصصاً محدودة وغير كافية من مواد البناء، وتسمح بمرور الغذاء والدواء، كما تسمح بصورة استثنائية بخروج بضع مئات- أقل قليلاً من ألف شخص منذ كانون الثاني/يناير 2016. إن قطاع غزة مطوق بين فكي كماشة، ذراعها الأولى إسرائيل، وذراعها الأخرى مصر التي أغلقت معبر رفح ولا تفتحه سوى أيام قليلة خلال السنة.

•في الفترة الأخيرة، ووفقاً لما ورد في تقرير نشرته "هآرتس" (جاكي خوري، بالأمس)، أقام الأردن حاجزاً غير رسمي في وجه سكان غزة. فقد روى مواطنون من غزة أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على تصريح لزيارة المملكة- المعروف بتصريح "لا مانع"- الذي من دونه لا تسمح إسرائيل بخروجهم من القطاع ولا يسمح الأردن بدخولهم إلى أراضيه.

•وبذلك أغلق طريق ممكن للخروج من القطاع، الذي يشكل بحد ذاته درب آلام لا يصدق يُفرض على مدنيين كل ما يريدونه هو الخروج من غزة من أجل الدراسة أو العلاج الطبي، أو حتى فقط من أجل تنشق الهواء خارج القطاع.

•لا يوجد أي مبرر لحصار غزة، فالحصار لم يمنع اطلاق الصواريخ على إسرائيل، ولم يؤد إلى العصيان المدني المأمول ضد حكم "حماس"، وهو يشكل حاضنة لنمو اليأس ولجولات العنف، التي جعلت حياة سكان جنوب [إسرائيل] لا تطاق.

•علاوة على ذلك، فإن المفاوضات التي تجريها إسرائيل مع تركيا من أجل ترميم العلاقات بينهما يمكن أن تؤدي إلى التخفيف من الحصار، الأمر الذي يدل على أن الحصار فقد صدقيته الأمنية، وهو يستخدم حالياً ورقة للمقايضة السياسية- ليس بين إسرائيل والفلسطينيين، بل بينها وبين دولة ثالثة. إن مواطني غزة الذين اعتقدوا أنهم سجناء في مدنهم بسبب حكم "حماس" فقط، مطلوب منهم حالياً أن يصبروا إلى أن يجري إصلاح الحال بين إسرائيل وتركيا.

•المطلوب من حكومة إسرائيل رفع الحصار فوراً عن قطاع غزة، ووقف التلاعب بحياة مليوني إنسان، وأن تقترح عليهم حلولاً عملية للخروج من القطاع كي يتمكنوا من ممارسة ما يعتبر في العالم المتحضر حقوقاً أساسية للإنسان. هذا الغيتو الفلسطيني يجب فتح أبوابه.