"حماس" لم تكن تنوي استخدام النفق للتسلل إلى داخل إسرائيل بل لخطف جندي إسرائيليٍ
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•ليست هذه المرة الأولى التي يكشف فيها الجيش عن نفق هجومي ممتد إلى داخل أراضي إسرائيل حفرته "حماس". لكن هذه المرة الأولى التي نجح فيها الجيش في اعتراض نفق وصل في الفترة الأخيرة إلى داخل أراضي اسرائيل، نتيجة استخدامها تطوير تكنولوجي جديد لا يوجد مثله حتى الآن في أي مكان آخر في العالم. وعلى ما يبدو، فإن النفق المكتشف حُفر بعد عملية الجرف الصامد، وهو يمتد عشرات الأمتار داخل أراضي إسرائيل وعلى عمق نحو 30 متراً. ومن الواضح أن "حماس" تبني الأنفاق الجديدة بصورة متعرجة مع تفرعات وهمية كثيرة، من أجل بلبلة القوى الأمنية، وبذلك عندما يفجر الجيش نفقاً لا يمكنه تفجير الخطوط كلها.

•وبعد أن عرفت "حماس" أن إسرائيل عثرت على النفق، فالتقدير أنها لن تستخدمه. ومع ذلك، مثلما تحرك المخربون الذين أرادوا تنفيذ هجمات في باريس من بروكسل خوفاً من أن ينكشفوا، ثمة تخوّف من أن تحاول "حماس" استخدام أنفاق أخرى لديها الآن، من أجل استباق إمكانية أن تحرم من هذه الوسائل، وتوجيه ضربة استباقية إلى نقطة الضعف الإسرائيلية.

•من المعقول افتراض أن هذا ليس النفق الوحيد، لكن حتى الآن لم يثبت أن نفقاً توغل في الماضي أو في الحاضر إلى مستوطنة إسرائيلية، بل على العكس من ذلك، فإن كل تقرير عن سماع أصوات حفر جرى درسه وتكذيبه، لذلك وعلى الرغم من ضرورة عدم الاستخفاف بالظاهرة، فلا ضرورة أيضاً للهستيريا.

•إن الأنفاق التي اكتشفت حتى قبل عملية الجرف الصامد لا تشكل خطراً على الحياة في أي مستوطنة، وهي موجهة بصورة أساسية من أجل مهاجمة قوات المس بقوات الجيش الخلفية. وما تريده "حماس" هو خطف جنود وأن تعيد من خلال الأنفاق النجاح الذي حققته في قضية غلعاد شاليط. إن الهجوم على مستوطنات له أولوية ثانوية من وجهة نظرها، لكنه قائم، ومجرد إعلان حفر "حماس" أنفاقاً تمتد إلى أراضينا يمس الإحساس بالأمن لدى مواطني غلاف غزة. ومن دون الشعور بالأمن لا حياة طبيعية ولا حياة نوعية. لذا، فإن تهديداً تحت الأرض موضوع يجب معالجته.

 

إن المنظومات التي طورت بطلب من المؤسسة الأمنية من جانب مجموعات من الخبراء والمهندسين والتقنيين، لم تنضج بصورة كاملة. وبالتالي، فإن تهديد الأنفاق ما يزال قائماً. ولم تصل نسبة الدفاع بعد إلى المستوى الذي وصلت إليه منظومة "القبة الحديدية" في مواجهة الصواريخ، لكن يمكن مقارنة هذا الانجاز مع المرة الأولى التي أثبتت فيها "القبة الحديدية" أنها قادرة على القيام بما هو منتظر منها بنسبة نجاح عالية.

 

 

المزيد ضمن العدد 2359