من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•اكتشاف نفق يمتد من قطاع غزة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية عرّض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لهجمات اليمين واليسار. وجرى تصويره على أنه يتساهل تجاه المس بالسيادة الإسرائيلية، ويلاقي صعوبة في الدفاع عن سكان غلاف غزة من خطر الأنفاق، ولا يلتزم بتصريحات إسرائيل في نهاية صيف 2014 التي تقول إن شبكة الأنفاق الهجومية قد دُمرت وأن إسرائيل لن تسمح بحفر أنفاق جديدة نحو أراضيها. إن تقدير الاستخبارات أن "حماس" استأنفت حفر الأنفاق، وتخطي أحدها الحدود في اتجاه أراضي إسرائيل يشكك في صدقية ادعاءات نتنياهو السابقة.
•في خضم أزمته السياسية الدورية استل نتنياهو ورقة فائدتها مؤكدة هي ورقة العبقرية اليهودية. وما صاغه وزير الدفاع بحذر، قاله رئيس الحكومة بثقة. فقد أعلن يوم الاثنين أن إسرائيل هي الدولة الأولى في العالم التي ابتكرت اختراقاً تكنولوجياً يقدم رداً على تهديد أنفاق الإرهاب.
•وفي الواقع، إن الكشف عن النفق بالقرب من كيبوتس حوليت تحقق بمساعدة تطوير تكنولوجي جديد، لكن يبدو أن الإعلان عن حل قريب للمشكلة ينطوي على قدر من المبالغة، فما تحقق لا يشكل "قبة حديدية تحت الأرض" كما عرضه نتنياهو. إن الدمج بين أفكار مختلفة ووسائل مختلفة للكشف عن الأنفاق هو اليوم في مراحل تنفيذ أولية. وما تزال القدرة على تمشيط كل المنطقة والكشف أيضاً عن الأنفاق التي حُفرت بحاجة إلى إثبات. وفي تقدير الجيش الإسرائيلي ستمر سنتان حتى يكتمل نشر المنظومة وحتى تعمل بصورة كاملة.
•وأضاف رئيس الحكومة أن إسرائيل وظفت مالاً في المشروع وستواصل التوظيف فيه طالما تطلب الأمر ذلك. وعملياً تقدر وزارة الدفاع كلفة إقامة عائق جديد على حدود القطاع يتضمن جداراً فوق الأرض ووسائل كشف تحت الأرض أيضاً، بنحو 2.7 مليار شيكل على الأقل. وعلى الرغم من النيات الحسنة، فإنه لم يحدد لذلك بند مالي بموافقة وزارة المال. وإذا كانت إسرائيل تريد هدوءاً مستمراً مع "حماس" فثمة أمور ستضطر الى القيام بها بالاضافة إلى كشف أنفاق والاستعداد العسكري لاحتمالات الحرب. أحد الأمور الملحة تتعلق بتحسين شروط الحياة في القطاع، وهذه فكرة أعرب حتى وزراء اليمين المتشدد عن تأييدهم لها في الفترة الأخيرة. لكن معالجة هذه الأمور تجري ببطء، كما لو أن لدينا كل الوقت في العالم وأن القطاع لا يمكن أن يشتعل لأسباب لا علاقة لها مباشرة بالأنفاق.
•في هذه الأثناء، وعلى الرغم من اللهجة النارية الصادرة عن القدس منذ بداية الأسبوع، فإن السياسة الإسرائيلية المتعلقة بالقطاع ما تزال على حالها. الردود العنيفة لرئيس الحكومة ووزير الدفاع موشيه يعلون وكبار المسؤولين في الجيش غاب عنها مكون واحد: التهديد بعملية عسكرية مباشرة رداً على كشف النفق. وعملياً، فيما يتعلق بتوجيهات المستوى السياسي، لم يتغير شيء في التعليمات المعطاة للجيش. وما تطلبه الحكومة من الجيش هو أن يؤمن لها هدوءاً متواصلاً لأطول وقت ممكن في قطاع غزة.
•إن إبعاد المواجهة العسكرية المقبلة مع "حماس" لمدة سنة على الأقل هو موضع ترحيب في القدس. ويبدو أنه ليس لدى نتنياهو خطة لإسقاط سلطة "حماس" ، وفي الوقت عينه ليست لديه رغبة في المبادرة إلى عملية [عسكرية] في القطاع. ويتمسك رئيس الحكومة ووزير الدفاع بتقدير أن الحركة مرتدعة وضعيفة، وأن الخيارات الأخرى في القطاع هي أكثر سوءاً (فوضى، وسلطة تتماهى مع داعش) أو هي خيارات غير قابلة للتحقيق في الوقت الراهن (استعادة السلطة الفلسطينية سيطرتها).
•في الأشهر الأخيرة انشغلت إسرائيل بصورة أساسية في معالجة الذئاب المنفردة، أي المخربين الذين يعملون بصورة منفردة وليسوا جزءاً من شبكة ذات تنظيم هرمي. في الفترة الأخيرة طورت الاستخبارات أساليب لرصد شبكات التواصل الاجتماعي في المناطق الفلسطينية. ويؤدي الكشف المبكر عن شبان يريدون القيام بهجوم إلى المزيد من الاعتقالات قبل وقوع الهجوم، بالإضافة إلى عمليات وقائية تقوم بها الأجهزة الفلسطينية. إن التحرك المشترك بين إسرائيل والسلطة هو على ما يبدو التفسير الأساسي لانخفاض حجم الهجمات في الأشهر الأخيرة.