مدّدت المحكمة العسكرية الإسرائيلية مساء أمس (الثلاثاء) حتى يوم غد (الخميس) فترة اعتقال الجندي الإسرائيلي الذي أطلق النار على شاب فلسطيني جريح [عبد الفتاح الشريف] في مدينة الخليل يوم الخميس الفائت وهو ممدّد على الأرض ولا يشكل خطراً على أحد مما تسبّب بمقتله، بغية استكمال التحقيق معه.
ومدّدت المحكمة أيضاً سريان مفعول الأمر القاضي بإبقاء هوية هذا الجندي طي السريّة التامة.
وطلبت النيابة العسكرية من المحكمة تمديد فترة الاعتقال بتسعة أيام أخرى. وقالت النيابة إنها حصلت على إذن من محكمة الصلح في القدس يتيح لمعهد الطب العدلي تشريح جثة الفلسطيني القتيل بهدف التأكد من حالته قبل قيام الجندي بإطلاق النار عليه.
وأبلغت النيابة المحكمة أنها قررت تغيير التهمة الموجهة إلى الجندي من القتل العمد إلى التسبب بالقتل من طريق الإهمال.
وتظاهر خارج قاعة المحكمة عشرات الأشخاص احتجاجاً على اعتقال الجندي، ورفعوا لافتات كتب عليها أن الجندي بطل وليس قاتلاً ولا يجوز لقيادة الجيش معاقبته.
وما يزال إقدام هذا الجندي على إطلاق النار على الشاب الفلسطيني يثير جدلاً في أوساط الرأي العام والحلبة السياسية في إسرائيل.
وقالت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفيلي [الليكود] إن إسرائيل يجب ألا تعتذر عن قيامها بقتل "إرهابيين".
وأضافت حوتوفيلي في سياق مقابلة أجرتها معها الإذاعة الإسرائيلية العامة ["ريشت بيت"] أمس، أن حادث إطلاق النار على الفلسطيني الجريح في الخليل أدخل الإعلام والجمهور العريض في دوامة من شأنها أن تؤدي إلى إضعاف سلطات التحقيق والجهاز القضائي.
وقال عضو الكنيست عوفر شيلح من "يوجد مستقبل" في سياق مقابلة أخرى مع الإذاعة نفسها، إن معسكر اليمين الإسرائيلي يشن حملة على وزير الدفاع موشيه يعلون ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غادي أيزنكوت لأسباب سياسية واضحة تهدف إلى اعتماد منظومة قيم عسكرية جديدة مغايرة عن تلك السائدة حالياً.
وكرّر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون الدعوة إلى عدم إقحام الجيش الإسرائيلي في هذا الجدل.
وأكد يعلون في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال جولة تفقدية قام بها في قيادة المنطقة العسكرية الوسطى مساء أمس، أن من يثير هذا الجدل جهات سياسية تعبّر عن قلة متطرفة لا علم لها بتعليمات إطلاق النار المتبعة في الجيش. وأشار إلى أن قيادة الجيش تقف وراء القادة الميدانيين والجنود وتدعمهم إلا في حال مخالفة التعليمات والقانون والقيم التي يتمسك بها الجيش.