من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•لقد مرت ثلاث سنوات ونصف تقريباً منذ أن بدأ في صيف 2012 تدخل حزب الله بصورة فاعلة في الحرب الأهلية السورية. وقد انتقل التنظيم اللبناني تديجياً من الدفاع عن مخازن سلاحه الموجودة على أرض سورية ومن حماية مرافق حيوية لنظام الأسد، إلى مواقع متقدمة جداً. ويوجد اليوم في سورية نحو 5000 مقاتل، أي نحو ربع قوات حزب الله النظامية.
•في أحيان كثيرة قاد مقاتلو الحزب الشيعة هجمات الأسد على تنظيمات المتمردين، ودفعوا الثمن: في مطلع 2016 قدّر الجيش الإسرائيلي أن ما لا يقل عن 1300 مقاتل للحزب قتلوا في سورية، وجُرح نحو 5000.
•تخبط رجال الاستخبارات في إسرائيل في تقدير كيفية تأثير الحرب على حزب الله. وقد استنزف القتال الضاري والخسائر الكبيرة الحزب الذي تعرض لانتقادات داخلية حادة بسبب ارساله شباب شيعة إلى الموت في سورية، فقط من أجل انقاذ الطاغية في دمشق. وقد امتنع الحزب عن الكشف عن عدد شهدائه، ودفن عدداً منهم في جنازات ليلية كي يمنع تغطيتها اعلامياً.
•اضطر الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، إلى ان يشرح المرة تلو المرة أن المعركة في سورية ضرورية من أجل انقاذ العالم الإسلامي من القاعدة، ومن تنظيم "داعش" وأشباههما. ووجد حزب الله صعوبة في الاستمرار في تقديم نفسه حامياً للبنان عندما فجر انتحاريون سنّة أنفسهم في قلب بيروت رداً على تدخله في الحرب السورية.
•وقد قال رئيس الأركان السابق بيني غانتس في تموز/يوليو 2013، إن النار في سورية وصلت إلى أطراف عباءة حسن نصر الله.
لكن التحول الذي أحدثه التدخل الروسي مع نظام الأسد، ينطوي على مكاسب لحزب الله. فالتنظيم هو اليوم ضمن المعسكر الذي يبدو أن كفته هي الراجحة في الحرب. إن العمل الوثيق مع ضباط إيرانيين ومع ضباط روس في الفترة الاخيرة ولو بحجم أقل، حسّن قدرات حزب الله القتالية. وراكم القادة والمقاتلون الشيعة الذين صمدوا في سنوات القتال، خبرة عملياتية ذات قيمة كبيرة. وفي سورية اختبر الحزب للمرة الأولى ظروف قتال واسع النطاق شمل عمليات مشتركة مع طائرات وطوافات وطائرات من دون طيار، ومدفعية، ودبابات وقدرات استخباراتية متقدمة.
•صحيح أن الحزب ليست لديه طائرات ودبابات، لكن باستثناء ذلك، فإن قدراته لا تختلف كثيراً عن قدرات جيش متوسط القدرة. فلدى الحزب قرابة 45 ألف مقاتل، بينهم نحو 21 ألفاً من النظاميين، ويوجد في ترسانته أكثر من 100 ألف قذيفة وصاروخ، بينها بضعة آلاف الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، يزداد مستوى دقتها تحسناً.
•ويُفهم من خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أن حزب الله نجح في تهريب منظومات سلاح متقدم من سورية إلى لبنان، بينها صواريخ أرض- أرض دقيقة، وصواريخ مضادة للدبابات من طراز أس-آي- 22 وصواريخ كتف من طراز ياخونوت. وقد أكسب التزود المستمر بالسلاح النوعي إلى جانب الخبرة التي راكمها في سورية، الحزب قدرات ذاتية في مجالات حيوية مثل قتال الكوماندوس، وتشغيل طائرات من دون طيار، بينها طائرات هجومية.
•في منتصف التسعينيات، عندما تصاعدت المعركة ضد حزب الله في المنطقة الأمنية في جنوب لبنان، قال رئيس الأركان أمنون ليفيكن شاحاك إنه يجب التعامل مع حزب الله بوصفه تنظيماً يخوض حرب عصابات وليس كمخربين أو خلايا ارهابية. وعلى خلفية الحرب في سورية ينضج في الجيش الإسرائيلي الاعتراف بأن الخصم اللبناني تحول إلى جيش بكل ما في الكلمة من معنى. وفي مقال نُشر قبل عامين في المجلة العسكرية "معراخوت" [بعنوان "حرب لبنان الثالثة"]، حدد ضابط في الاستخبارات العسكرية الخطط المحتملة لحزب الله في حرب جديدة ضد إسرائيل: هجوم مباغت على طول الحدود تحاول خلاله قوات كوماندوس من الحزب السيطرة على بلدة أو قاعدة عسكرية صغيرة، بهدف بدء المعركة بإنجاز يصدم الوعي الإسرائيلي ويكون من الصعب على إسرائيل ازالة آثاره. وبحسب الضابط هذا هو المعنى الحقيقي لتهديدات نصر الله "باحتلال الجليل". ومنذ ذلك الحين اتضح مضمون الكلام قليلاً.
•يمكن حالياً تخيل أن الحزب يطمح إلى القيام بهجوم متزامن على بضعة بلدات ومواقع عسكرية على طول الحدود في بداية الحرب. وإذا نجحت مثل هذه الخطة فإنها ستتيح له محاولة تشويش حركة قوات الجيش على الحدود وحتى جعل تعبئة وحدات الاحتياطيين أمراً صعباً. إن خط الحدود مع لبنان يمتد على طول منطقة جبلية معقدة. وتمنح طوبوغرافية المنطقة المهاجم أفضلية للقيام بمفاجأة كبيرة تلغي تقريباً الحاجة إلى حفر أنفاق هجومية.
•لقد كُتب أكثر من مرة أن ليس لدى حزب الله حالياً دافع لشن حرب، وأن رأس نصر الله غاطس في مكان آخر هو سورية. وعلى الرغم من أن تقدير الاستخبارات العسكرية بالنسبة للشمال يقول إن خطر حرب مبادأة ضئيل، طرح تقدير متوسط المعقولية يتعلق بخطر نشوب حرب بسبب خطأ في الحسابات. وقد قام الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لذلك بما يتلاءم مع هذا الاحتمال- بدءاً من أعمال هندسية واسعة على طول الحدود هدفها عرقلة تسلل قوات هجومية، مروراً بتكثيف التغطية الاستخباراتية لنشاط حزب الله، وصولاً إلى التدريبات الجارية.
•في جميع الأحوال، ثمة ضرورة إلى عملية تنسيق للتوقعات بين الجيش والجمهور الإسرائيليَّين. ما يدركه الضباط هو أن حرباً جديدة في الشمال ستكبد الجيش الإسرائيلي قتلى وجرحى، وأن كمية الصواريخ التي سيطلقها حزب الله على بلدات الحدود ستفرض إخلاء جزئياً لسكانها، وأن سقوط صواريخ في وسط البلد ستكون أضراره أقسى بكثير من الحروب السابقة في لبنان وغزة، وثمة شك في أن يتمكن المواطن العادي من استيعاب ذلك.
•إذا نشبت حرب فستضطر إسرائيل إلى استخدام قوة غير مسبوقة في لبنان، ولن يكون كافياً القصف الكثيف من الجو. وسيُطلب من الجيش القيام بعملية برية كبيرة من أجل تدفيع حزب الله ثمناً. وفي الوقت عينه، وتحت ضغط شعبي كبير، ستدرس الحكومة على ما يبدو مهاجمة البنى التحتية المدنية في لبنان في محاولة لوقف سريع لإطلاق الصواريخ من لبنان على الجبهة الداخلية. يوجد في الشمال تحدٍّ من مستوى لم يواجهه الجيش الإسرائيلي في السنوات الماضية- وهذا سبب آخر، بالنسبة لإسرائيل للمحافظة على الردع حيال حزب الله وإبعاد الحرب المقبلة قدر الإمكان.