لنتقدم باتجاه تركيا، ولكن في حقل ألغام
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•يدل الإلحاح والتكرار اللذان تبشّر أنقرة من خلالهما بقرب استئناف العلاقات الطبيعية مع إسرائيل، على الضائقة السياسية التي يمر بها رجب طيب أردوغان وبلاده. وهذا دائماً خبر جيد، سواء أكان مضمونه يعكس واقعاً مختلفاً عن اللهجة العدائية التي أدخلها أردوغان إلى الحوار بين الدولتين منذ قضية سفينة مرمرة، أم لم يكن كذلك، ولكنه يقوي انطباعاً ببزوغ فجر نجاح مهم لإسرائيل.

•تشكل العلاقات السويّة مع تركيا مصلحة إسرائيلية واضحة. لقد سعى دافيد بن - غوريون إلى خرق الحصار الخانق للدول العربية على إسرائيل من خلال اقامة علاقات مع إيران وتركيا وأثيوبيا للاحاطة من الخلف بمصر وسورية ولبنان. حالياً تختلف صورة الوضع الجغرافي اختلافاً جوهرياً (اتفاقات السلام مع مصر والأردن والتفاهمات مع السعودية). لكن العملية الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتنياهو والتي تشبه سياسة "الإطارات" (هذا تعريفها أيام بن- غوريون)، من المحتمل أن تثمر قريباً نتائج سياسية.  

•على الرغم من ذلك، فمن المعقول افتراض أن العلاقات مع تركيا لن تقلع فوراً لتصل إلى قمة التعاون كما كان عليه الحال عندما كان الحكم في أرض العثمانيين يُدار بموجب دستور الأب المؤسس أتاتورك، كما أن استئناف العلاقات سيكون له صدى سيئ على العلاقات مع روسيا ومصر، اللتين هما على عداوة كبيرة مع النظام في أنقرة بسبب قربه من الإخوان المسلمين ومن حركة "حماس". 

•يجب أن نحذر من تفاؤل تركيا الحماسي لأن "العجلة من الشيطان". يتطلع أردوغان إلى الغاز الذي ستستخرجه إسرائيل، لكن هذا يحتاج إلى تمديد أنبوب لنقله، الأمر الذي يتطلب استثماراً مكلفاً جداً، وهو يأمل في أن يتوفر إسرائيلياً أو دولياً. وهنا يجب أن نكون حذرين من أن التقلبات التي أظهرها أردوغان في علاقته بالقدس قد تؤدي إلى تجدد المقاطعة. ففي اللحظة التي يتصالح فيها مع الروس من الممكن ان يفضل غازهم، كما أن الاستثمار في الأنبوب سيزيد من التبعية الإسرائيلية لتركيا وليس العكس.

•الأمر الأساسي يتعلق بغزة. يتعين على تركيا التوقف عن أن تُستخدم كفندق يستضيف قيادة "حماس" الإرهابية، ومن الضروري أن تثبت استعدادها لأن تضع حداً لذلك. كما يتعين عليها التوقف عن الضغط على إسرائيل من أجل أن تضع في متناول سلطة الارهاب [المقصود "حماس"] مرفأ مستقلاً في البحر المتوسط. 

 

•ترغب أطراف دولية في الحصول على الفضل والشكر لتحقيق هذه الخطوة التي هي بحد ذاتها إشكالية. وتفضل إسرائيل اعطاء ذلك لمصر أو للولايات المتحدة، وربما لتركيا أيضاً، لكن ليس بصورة حصرية. من المرغوب فيه أن نتقدم [نحو تركيا] ومن الضروري أن نفعل ذلك، لكن يجب أن نخطو كمن يسير في حقل ألغام.

 

 

المزيد ضمن العدد 2325