من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•"100 ألف صاروخ جمعها حزب الله تشكل حالياً الخطر الثاني من حيث الأهمية على أمن إسرائيل"، هذا ما قاله مندوب إسرائيلي في اجتماع جرى في الفترة الأخيرة في واشنطن. المندوب الذي تحدث وفقاً للقواعد العامة لمعهد أبحاث السياسة الخارجية "تشاتم هاوس" rule House Chatham (التي تسمح باستخدام الكلام الذي قيل من دون الكشف عن هوية الشخص الذي قاله)، شرح ما الذي يعطي صواريخ حزب الله هذه المكانة.
•في الماضي وضعت هذه الصواريخ في المرتبة الثالثة في قائمة تقلق إسرائيل من الناحية الأمنية. وقد انتقلت إلى المرتبة الثانية بعد أن اضطرت سورية إلى التخلي عن معظم السلاح الكيميائي الذي كان لديها. وتبقى إيران في رأس القائمة إذا تسلحت بسلاح نووي.
•في الماضي قال رئيس الأركان في مؤتمر هرتسليا، إن معظم صواريخ حزب الله منصوبة في منازل خاصة. وهنا يطرح السؤال: إذا بدأ حزب الله في اطلاق الصواريخ، كيف يمكن تدميرها من دون التسبب بمقتل عدد هائل من المدنيين؟
•ظهر حجم التحدي بكامل خطورته أمام بعض المشاركين في مؤتمر هرتسليا الذين دعُوا إلى قاعدة عسكرية في أليكيم حيث بنت القيادة الشمالية نموذجاً لقرية لبنانية. شاهد الضيوف في النموذج أسلوب العمل الذي تخطط إسرائيل لاستخدامه لمهاجمة صواريخ حزب الله: مقاتلون يقتحمون المنازل ويبحثون عن صواريخ من بيت إلى بيت. وكما هو متعارف عليه في القتال في الأماكن المبنية، اقتحم الجنود المتدربون أمام أنظار المشاركين في المؤتمر المباني من طريق النوافذ وليس الأبواب لتجنب الكمائن. وبعد أن طهروا منطقة معينة أبقوا فيها عدة جنود، لأن حزب الله حفر أنفاقاً كثيرة تربط بين هذه المباني وبواسطتها يستطيع مقاتلو حزب الله العودة إلى المباني التي سبق تطهيرها.
•جزء هامشي جداً من هذا العرض يعكس في نظري كل المخاطر التي تنطوي عليها هذه المقاربة العملياتية التي شاهدناها. ونظراً إلى أن الجنود الإسرائيليين تقدموا في ضوء النهار، فقط كانوا بحاجة إلى ستار حماية. ولهذه الغاية رموا قنابل دخانية (تختلف قليلاً عن تلك التي اعتدْتُ عليها عندما خدمت في البلماح)، لكن رياحاً خفيفة هبت بددت الدخان وتركت القوة المتقدمة مكشوفة. وبدا أنه لا يوجد أي منطق في هذه المقاربة العملانية، فحزب الله يملك صواريخ كثيرة جداً ومن أجل القضاء عليها واحداً واحداً سيتطلب الأمر عدداً كبيراً جداً من الجنود. وفي مثل هذه العملية التي جرى تقديم نموذج عنها، سيصاب بالتأكيد كثير من الجنود الإسرائيليين وعدد غير قليل من المدنيين اللبنانيين أيضاً.
•أثناء مشاهدتي للتدريبات في أليكيم خطر ببالي أن هذا العرض يهدف إلى تضليل حزب الله ودفع قادته إلى اعتقاد أنه في وقت الضرورة ستنتهج إسرائيل الاستراتيجية الفاشلة التي استخدمتها في حرب لبنان الثانية سنة 2006، والتي في نهايتها أطلق حزب الله عدداً من الصواريخ أكبر من التي أطلقها في بدايتها.
•ما هي الوسائل الأخرى التي يمكن أن تحمي من صواريخ حزب الله؟
•أحد الضيوف ذكر أن إسرائيل متهمة بأنها قصفت الحي الشيعي في بيروت للضغط على حزب الله لوقف إطلاق صواريخه على أراضيها. وقد أثبتت أبحاث كثيرة أن مثل هذا القصف - مثلاً قصف طوكيو ودرزدن [مدينة في ألمانيا] ولندن خلال الحرب العالمية الثانية - لم يحدث النتيجة المطلوبة. وكذلك الأمر في سنة 2006 (إذا حدث فعلاً قصف من هذا النوع).
•لدى عودتي إلى الولايات المتحدة سألت ضابطين أميركيين فيما إذا كانت توجد لدى إسرائيل إمكانات أخرى. الاثنان تحدثا عن قنابل حارقة. تنبعث من هذه القنابل سحابة من بخار الوقود، ويشعل صاعق هذه السحابة محدثاً انفجارات ضخمة. ويؤدي الحريق إلى ارتفاع شديد في الحرارة وضغط كبير جداً، مما يجعله يتقدم بسرعة وينتشر على مساحة واسعة. ويمكن استخدام مثل هذا السلاح بعد توجيه انذار للسكان المدنيين من أجل اخلاء المنطقة. على الرغم من ذلك، فكما رأينا في غزة، من المتوقع سقوط قتلى بين المدنيين، لذلك يجب دراسة هذه المسألة طويلاً قبل أن تضطر إسرائيل إلى استخدام القنابل الحارقة.
•من بين الوسائل لإجراء هذه المناقشة دعوة خبراء عسكريين ومثقفين غير معروفين بعدائهم لإسرائيل وإشراكهم في ألعاب محاكاة للحرب، يطلب منهم خلالها الرد على صواريخ تطلق في اتجاه مبان عالية، ومدارس، ومستشفيات وقواعد سلاح الجو. ومن المأمول أن توفر دعوة خبراء أجانب إلى ألعاب الحرب تفهماً أكبر، إن لم يكن إجماعاً عاماً، بشأن استخدام هذا السلاح الفتّاك - لأنه من غير المتوقع أن يكون استخدام أسلوب قتال آخر أو سلاح آخر ناجعاً. ويمكن أن نأمل (ليس كثيراً) بأن يرتدع حزب الله عن إطلاق صواريخ، إذ أدرك أن الرد سيكون قوياً وناجعاً أكثر من العرض الذي قُدم للضيوف في قاعدة أليكيم.